سلمى الشماع صاحبة الوجه الجميل والتاريخ الطويل الذى يمتد إلى 40 عامًا إسم له باع طويل فى صناعة برامج المنوعات والبرامج الترفيهية التى أثرت كثيرا فى وجدان الشعوب العربية ليس كذلك فقط بل ساهمت برامجها فى إكتشاف نجوم كبيرة حاليا منهم تامر حسنى وخالد أبو النجا وخالد سليم ومحمد حماقي.. وعندما ندير التليفزيون على أى قناة من قنواته ونجد سلمى الشماع على الشاشة فلا نستطيع أن نستدير يمينا أو يسارا ولكننا نجلس منتبهين لما تقدمه هذه الإعلامية التى تعود للعصر الذهبي..فمن منا لا يتذكر “اسهر معانا” أشهر برنامج منوعات قدم على شاشة التليفزيون المصرى فى نهاية التسعينيات.
سلمى الشماع التى كان لها دور كبير فى أن يكون للتليفزيون المصرى هوية فى الثمانينيات والتسعينيات حيث تقلدت عدة مناصب خلال عملها بالتليفزيون منها رئيس قناة النيل للمنوعات، وتُعد فترة توليها لرئاسة قناة النيل طفرة فى الإعلام المصرى حيث استطاعت من خلال ما قامت به أثناء إدارتها للقناة أن تحظى بأعلى نسبة مشاهدة لدى الجمهور المصرى،ورغم أن الظهور الأول لسلمى على الشاشة من خلال برنامج “النادى الدولى” مع الفنان سمير صبرى وفريدة الزمر أثار الجدل بسبب نطقها الكلمات بشكل مختلف عن باقى المذيعات الموجودات خلال هذه الفترة إلا أنها سرعان ما أثبتت نفسها وموهبتها وتوالت البرامج بعدها وأشهر هذه البرامج “زووم”.
–فى البداية..حدثينا عن سر نجاح جيلك من مذيعات التليفزيون المصرى وكيف صنعن العصر الذهبي؟
“ببساطة السر فى حبنا لشغلنا” لم نكن نعترف بكلمة “تعب” أو “إرهاق” ففى وقت من الأوقات كنت أصور برنامجى “زوووم” وبعد التصوير أقوم بالمونتاج بنفسى وبعدها أصور برنامج أخر..”ماكنش فيه حاجه إسمها سقف” هذا المصطلح الغريب الذى ظهر فى التليفزيون مؤخرا ولا نعرف معنى “السبوبة” أو “النحتاية،كما أننى وجيلى تعلمنا على أيدى أساتذة الإعلام كيف نستخدم ذكاءنا فى عملنا وكيفية مخاطبة مجتمع ضخم بمختلف فئاته وأذواقه والعمل على إرتقاء أفراده ،وإستفادت من خبرات تماضر توفيق والمخرج محمد سالم وشيرويت شافعي، وأهم درس تعلمناه هو احترام المهنة.
–وهل غياب هذه العوامل حاليا سبب فى إنتكاسة التليفزيون؟
ليس التليفزيون فقط ولكننا أصبحنا “موظفين” إعتادنا على التواجد فى العمل خلال الساعات التى وضعها قانون العمل “ومستنيين الشغل ييجى لحد عندنا” لا يوجد طموح ولا إبداع وكل ما نرغب فيه هو الحصول على الراتب كل أخر شهر،كما أن ساعات العمل مقسمة لدينا إلى الأتي.. ساعة للفطار وساعة للصلاة وبعدها ساعة غداء وساعة أخرى لصلاة العصر، وفى نهاية اليوم يكون حصيلة الإنتاج 20 دقيقة فقط وإذا إستمر الحال على ما هو عليه لن نتقدم أبدا.
–إذن هل أنتى مع تمرير قانون الخدمة المدنية؟
طبعا..وأؤيده بشدة ولو كان هناك أى تعديل أطالب بإجراءه على الفور وسرعة تمريره فنحن نحتاج لمعالجة القصور الوظيفي، وفى الحقيقة نحن لا نعانى من البطالة ولكن من “العطالة” فالجميع يضع المناصب هدفا أمام عينه ولا يفكر ما هى الواجبات التى لابد أن يقدمها ليصل لهذا المنصب وعندما تحاول شرح الأمور وكيف يجب أن تدار تتم محاربتك.
–وهل هذا يعنى أنك مع فكرة هيكلة ماسبيرو؟ أكيد.. 35 الف عامل ليه؟
فلابد من الإبقاء على الأصلح فقط وانتقاء المواهب الموجودة داخل ماسبيرو والإعتماد على مبدأ التنافس، ولكن للاسف “كل الناس عايزة تشتغل فى الاعلام” حتى لو الناس مش جاهزة لده”..”احنا ماشيين بمبدأ القوة العاملة”،لذلك التليفزيون يحتاج “للفلترة”.
-من وجهة نظرك ما هو سر عزوف الجمهور عن مشاهدة برامج التلفزيون وهل القنوات الفضائية أصبحت بديلا له؟ رغم ما يعانيه التليفزيون حاليا من مشاكل ولكن القنوات الفضائية لن تغنينا عن التليفزيون أبدا..”عمرك شفت على أى قناة خاصة برنامج عالم الحيوان أو فن الباليه” وهذا هو دور التليفزيون المصرى “الثقافة” وتقديم الخدمة للجمهور وهو ما تفتقده القنوات الفضائية بسبب سيطرة مافيا الاعلان لأنه من المستحيل أن تجد اعلانا على برنامج ثقافى ،ولكن الجميع يلهث وراء “العفاريت والفضايح والشعوذة” لجذب المعلنين،وفى المقابل أختفى أيضا دور التليفزيون عن إنتاج مثل هذه البرامج.
–وما هى الحلول التى تقترحينها؟
لإعادة الجمهور من جديد للتليفزيون المصرى يجب أن تكون برامج جاذبة على شاشته ولتنفيذ هذه البرامج على الحكومة وضع قيمة رمزية على فاتورة الكهرباء وهى ليست بدعة أو شئ جديد حيث هناك جزء يضاف على الفاتورة حاليا ولكنه لا يذكر،وكان من المفترض أن تزداد هذه القيمة على حسب شرائح المجتمع فمثلا الشريحة العليا نحصل منهم على 50 جنيه ولو فرضنا أن عددهم 10 مليون فرد وضربنا 50 جنيه فى 10 مليون سيكون الناتج 500 مليون جنيه من خلالها يستطيع التليفزيون إنتاج برامج ثقافية خدمية تجذب المشاهد ويعود من جديد عصر التليفزيون الذهبي،وأعتقد أن هذا الإقتراح لن يعترض عليه أحد والدليل على ذلك عندما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى رفع الدعم عن بعض المنتجات كان هذا القرار بمثابة إنتخاب جديد له حيث رحب الشعب بالفكرة فى سبيل أن تصبح البلد فى حال أفضل،وأنا أرى أن الفترة الماضية كان الشعب متقبل أى قرار بهدف الإصلاح.
–لماذ توقف مشروع عودة افطر معانا؟
“عشان الدنيا مش هى الدنيا”..عندما دخلت مبنى التليفزيون وشهدت الحواجز التى تحيط به من جميع الجهات “أتخضيت”..ليس هذا هو المبنى العريق الذى كانت تحيطه البهجة فى كل مكان كما أن شكل المكاتب التى ملأت الأدوار لا تليق بأن تكون داخل مبنى التليفزيون المصرى وهناك تراكم من البشر ليس له حدود فكيف لى أن أبدع فى هذا الجو؟، ولكى أعود للشاشة مرة أخرى يجب أن أقدم عملا لا يقل فى قيمته ونجاحه عن ما قدمته من قبل،عمل يحترم عقل المشاهد ويكون إضافة لي، لذلك فضلت تأجيل المشروع.
–هل تؤيدى قرار الغاء وزارة الاعلام وهل عصام الامير رئيس الإتحاد على قدر المسئولية؟
لا تعليق..
–بتشوفى برنامج “أنا مصر”؟
لا..ولكن سمعت عنه
–من وجهة نظرك لماذا يجذب شريف عامر الجمهور عند ظهوره على أى قناة أخرى وفشل فى ذلك عند تقدمه برنامج على التليفزيون؟
“الفكر اللى ورا البرنامج”.. هناك نجوم فى التليفزيون المصرى من الممكن أن يكونوا معدودين ولكنهم موهوبين فلماذا أستعين بمذيعين من الخارج أين احمد سمير ودينا نصير ولينا شاكر ليه “ادفنهم واروح اجيب ناس من بره”.
–هل تشاهدين التليفزيون المصري؟
بحكم إنشغالى بأكاديمية “دهب” لا أشاهد التليفزيون كثيرا ولا حتى القنوات الفضائية ولكن الأسبوع الماضى اضطريت أن أشاهد الفضائية المصرية لمتابعة كأس الأمم الإفريقية لكرة اليد و”أول حاجه قولتها يا حرام”.. الفضائية دى اللى بتقدمك للعالم ولما تطلع صورتك كده قدام الناس يبقى عيب”.
–ما رأيك فى إنتشار برامج المواهب حاليا؟
لا أتابعها ولكن الأهم من إكتشاف المواهب هو تبنيها ورعايتها ونحن للأسف نفتقد الـstar maker وأعتقد أن نصر محروس هو صانع النجوم الوحيد فى مصر،وكل برامج إكتشاف المواهب الموجوده حاليا السبب فى إنتشارها قناة mbc التى تقدم محتوى “مش شبهنا” كلها برامج فورمات وتصدر لنا الفكر الغربى وحاليا على الساحة لا يوجد برنامج مصرى 100%.
–لو إحتاج التليفزيون للإستعانة بك كواحدة من رائدات الإعلام هل ستوافقين؟
أنا إبنة التليفزيون المصرى لكن لابد أن يكون هناك فكر جديد يتناسب مع العصر الحالي..”ومش هنفضل عايشين على ليالى الحلمية”.