وليد رشاد يكتب: عفوًا أنها ليست قمة!!

اعتقد انه ان الاوان ان نراجع بعض المسميات التى نتداولها فى وسائل الاعلام واهمها مصطلح مباراة القمة فى مباريات الدورى المصرى، اية قمة تلك التى يفوز بها فريق لمدة تقترب من 10 سنوات متواصلة ولا يستطيع منافسه تحقيق اى فوز فيها الا مرة يتيمة وعلى فريق من الاحتياطيين !! الغريب ان فريق الاهلى يواجه صعوبة فى الفوز على كثير من فرق الدورى المصرى ولكنه يفوز على الزمالك بمنتهى السهولة وبالتخصص !!!!

والمثير للدهشة ان اخر فوز حقيقى للزمالك فى الدورى كان فى عام 2004  فى القمة 93 وانتهت (2-1) للزمالك حيث سجل للزمالك “بشير التابعى”، “عبد الحليم على” وسجل للأهلى “أبو تريكة”، وبعدها توالت هزائم الزمالك والتعادلات فى 17 مباراة حيث فاز الاهلى فى 10 قمم وتعادلوا فى 7 مباريات قمة مما شكل حالة من السيطرة لفريق الاهلى، ولم يفز الزمالك طوال فترة تزيد على العشر سنوات الا عندما تعمد المدير الفنى للاهلى البرتغالى “مانويل جوزيه” اراحة لاعبيه الاساسيين بعد ان ضمن الفوز بالدورى وكان ذلك عام 2007 فى القمة 99  والتى انتهت (2-0) للزمالك بهدفى “تامر عبد الحميد”، “جمال حمزة”.

وتزداد الحقيقة صعوبة اذا عرفنا ان الزمالك لم يفز على الاهلى فى بطولة كأس مصر ايضاً (قبل فوزه الاخير فى نهائى الكأس عام 2015 (2-0) بهدفى “باسم مرسى”) منذ الفوز فى نهائى كأٍس مصر عام 1959 (2-1)  بهدفى “على محسن”، “عصام بهيج”، بل ان الزمالك لم يفز على الاهلى افريقياً الا مرة يتيمة  فى نهائى كأس السوبر الافريقى عام 1994 (1-0) بهدف “ايمن منصور”.

بل الاعجب ان الزمالك رغم فوزه بالدورى موسم 2014/ 2015 الا انه فشل فى الفوز على غريمه التقليدى فتعادل فى مباراة وخسر الثانية، مما رسخ لدى البعض فكرة ان الزمالك لم يفز بالدورى الا بسبب ضعف الاهلى واهداره فى البداية النقاط مع مدربه البرتغالى “جاريدو” فى مباريات سهلة مثل مباريات الرجاء والاسيوطى، ويعتقد بعض الاهلاوية ان الاهلى لو كان فى حالته او تولى ادارته الفنية “فتحى مبروك” من البداية كان يستحيل على الزمالك اقتناص الدورى !! واصبح الموضوع بالنسبة للاعبى الزمالك اشبه بالعقدة النفسية فتجد ان لاعبى الزمالك يمكن ان يفوزوا على اى فريق مهما بلغت قوته ولكنهم يخسرون امام الاهلى بسهولة شديدة !! وردد البعض ان هناك جيلاً من لاعبى الزمالك ادمن الهزيمة امام الاهلى ولا يملك عقيدة الفوز على الاهلى فاشترى المستشار “مرتضى منصور” رئيس النادى اكثر من 25 لاعباً على مدار عامين وغير الفريق بالكامل ولم يعد هناك اى لاعب من الجيل القديم، ورغم ذلك لم يفز الزمالك على الاهلى فى الدورى فى الثلاث مباريات الاخيرة !!

حتى باتت مباراة القمة متوقعة النتيجة من قبل المباراة بايام فتجد جماهير الاهلى واثقة تماماً من فوز فريقها بينما جماهير الزمالك تمنى النفس بكسر النحس والفوز مرة يتيمة، وبذلك فقدت مباراة القمة اهم عناصرها وهو الاثارة وعدم توقع نتيجتها وايضاً انتظار الجماهير بشغف لمعرفة التشكيل والاوراق الضاربة وكذلك المتابعة المتوترة لسير المباراة التى اصبحت مباراة مملة وروتينية، بل ان القاعدة الذهبية لمباريات القمة فى السابق وهى فوز الفريق الاسوء وذو الظروف الاصعب مثلما حدث فى مباراة الكأس الشهيرة فى منتصف الثمانينات، حينما اضطر الاهلى للمشاركة فيها بفريق من الشباب بعد فرض عقوبات تأديبية على نجوم الفريق الاول، وحقق الشباب المفاجأة وفازوا (3-2) على الفريق الذهبى للزمالك بقيادة المخضرم “فاروق جعفر”،  واصبحت اليوم تلك القاعدة غير موجودة حيث يفوز الان الفريق الافضل وهو الاهلى ويخسر الفريق المفكك فنياً وادارياً وهو الزمالك.

وارى اننا يجب كاعلاميين ان نمتنع عن تسمية تلك المباراة بالقمة حتى يفيق الزمالك من كبواته الادارية والفنية ويعود منافساً حقيقياً للاهلى، فرغم ان عدد مرات فوز الزمالك على الاهلى فى كل البطولات هو 41 مرة وهو اقل من مرات فوز الاهلى على الزمالك وهو 69 مرة، الا ان ذلك لا يمنع ان الزمالك خسر مباريات كثيرة امام الاهلى وهو الافضل فنياً سواء لاسباب تحكيمية او نتيجة ما يسمى بروح الفانلة الحمراء، لكن الغريب فى الفترة الاخيرة ان الزمالك يخسر النتيجة ويخسر احترام جماهيره قبل جماهير المنافس،  فلا يقدم حتى مستوى يرضى جماهيره حتى يتمكنوا من الرد على الاهلاوية بانهم خطفوا المباراة رغم تفوق الزمالك !! فمثلاً مباراة الدور الثانى فى الموسم الماضى ومباراة الدور الاول هذا الموسم لم يكن فيهما اى تواجد لفريق الزمالك ولا اية فرص حقيقية !!

وارى انه بمناسبة مراجعة مصطلح مباراة القمة يجب كذلك ان نراجع بعض المصطلحات والمسميات التى اصبحنا نرددها كاعلاميين دون تدقيق كمصطلح الخبير الاستراتيجى او الناشط السياسى او حتى نجمة المجتمعات، فليس اى لواء على المعاش او متقاعد خبيراً استراتيجياً، ولا اى واحد صايع لا يملك عمل غير التواجد على شبكات التواصل الاجتماعى ناشطاً سياسياً ، ولا المتطفلة التى تتواجد فى كل الحفلات الفنية والاجتماعية نجمة مجتمعات !!!!

اقـرأ أيضـًا:

وليد رشاد يكتب : هوامش على دفتر الثورة (2)

وليد رشاد يكتب : هوامش على دفتر الثورة (1)

وليد رشاد يكتب: كل شئ قبل 25 يناير !!!!!‎

وليد رشاد يكتب: حتى لا تتحول شرم الشيخ الى كفر الشيخ !!!!

وليد رشاد يكتب: ليالي الحلمية.. ليه؟!!

وليد رشاد يكتب: توقعت سقوط “مبارك” و”مرسي” !!!!

 .

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا