استضاف عمرو الليثي شابا يريد أن يتحول لفتاة، فرد وائل إبراشي بآخر، وقرر معتز الدمرداش الابتعاد عن تشابه الأفكار فاستضاف فتاة عاشرها أباها، فيما لا تزال ريهام سعيد تسير على خطى ثابتة في إنجاح منظومة إعلامية محترفة تخدم مصالح الناس «الملبوسة» بالجن والعفاريت.
تلك الحقبة الزمنية في الحلقات لم تتجاوز شهرين على الأكثر في تتابع كأنه ممنهج، ليعود بنا الجدل مرة أخرى هل يلبس الإنسان جنا أم يلبس الجن إنسانا وهل التحول الجنسي حلال أم حرام وهل دخول الحمام زي خروجه أم لا؟!!.
تلك هي قضايانا يا سادة، التي بحثوا عنها ولها، وتلك هي أزماتنا، التي نسعى لحلها، مصر الآن تصارع العفاريت !.
لم يسأل إعلاميينا الأسبوع الماضي لماذا افتتح رئيس الوزراء إبراهيم محلب مشروعات افتتحها من قبله مبارك في سوهاج، لماذا 86 % من الباحثين المصريين يرون أن المناخ التشريعي والمؤسسي في مصر لا يساعد على الابتكار والبحث، كيف منح المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية 858 براءة اختراع للمملكة العربية السعودية، في 2014، ولم تمنح مصر مثلها، لتحتل المملكة المرتبة 29 على مستوى العالم، ونحن مازلنا نبحث عن «العفريت».
لم تبحث القنوات الفضائية عن مصطفى عثمان، أصغر عالم مصري في النانوتكنولوجي كيف سيفيد مصر، كذلك لم يسألوا محافظ القاهرة على أي أساس أغلقت مقهى «الملحدين»، وهل لنا بالأساس الحق في حساب الناس على ما يعتقدون من ديانات في بلد حرية الرأي والتعبير والقانون!.
بعد 30 يونيو عام 2013 أغُلقت القنوات الدينية لاتهامات بنشر معلومات مضللة والتحريض على العنف، ووصفت الحكومة وقتها القرار بالاستثنائي لظروف البلاد الاستثنائية هي الأخرى، وقال حسام عيسى، وزير التعليم العالي ونائب رئيس الوزراء آنذاك، «بعض وسائل الإعلام تحولت للأسف للدعوة إلى الاقتتال وهذا بالطبع أمر غير طبيعي وكان لابد من تصحيحه خاصة نحن نعيش مرحلة استثنائية تستوعب القرارات الاستثنائية بل تستوجبها كضرورة للحفاظ على الإنسانية» !، ويبدو أننا لا نتذكر الإنسانية إلا ونحن نتكلم عن مصالحنا الذاتية.
في 2007 تم إيقاف برنامج هالة سرحان بعد قيامها ببث حلقة من برنامجها على قناة روتانا عن «بائعات الهوى في مصر»، لأسباب تتعلق أيضا بالتضليل والاتفاق مع أشخاص للتمثيل بأنهم فتيات ليل، وتأتي إلينا الفضائيات الآن بالتسريبات وتجار المخدرات وأخيرًا في حلقة الموسم «الملبوسين» .
التسلسل الزمني أقرب للممنهج يدفعنا للتساؤل هل هناك ما يجبر الفضائيات على تناول موضوعات بعينها أم أنهم أجاودا بالبعد عن السياسة فخابوا.
طبق الفضائيات الذي يقدم الناس لا يدفعهم للتفاؤل سيدي الرئيس ولا لحب الوطن أو العمل من أجله لا يعطي لهم حلولا ولا أملا يدفعهم ببلع مُر الحياة اليومية بل يقدم لهم ما يجلب الهَم والحَزن بقصص خيالية ومفبركة!.
نقلًا عن “المصري اليوم”
لمتابعتنا عبر فيس بوك اضغط هنا