85 دقيقة هي المدة التي قضاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته لمقر البرلمان، اليوم السبت، لإلقاء خطابه أمام النواب، ليُسلم فيه البرلمان، السلطة التشريعية التي احتفظ بها منصب الرئيس عقب ثورة 30 يونيو.
بدأت مراسم الاستقبال، بمرور سيارات الموكب الرئاسي من شارع القصر العيني، مع اصطفاف المدفعية، التي قامت بإطلاق 21 طلقة مع مروره، ثم استقبل الدكتور علي عبد العال، السيسي، ليقفوا تحية للعلم، بعدها عقد اجتماعًا قصيرًا مع رئيس البرلمان والوكيلين، وخلال هذه الفترة، كان النواب في الانتظار، لكنهم وقفوا وصفقوا فور وصول البابا تواضروس إلى القاعة.
وبعد كلمة رئيس المجلس التي وصفت تكوين البرلمان بـ”العبقري والفريد”، تسلم السيسي الكلمة، وتزامن مع ذلك تصفيق كبير من النواب، بينما فضل بعضهم حمل أعلام مصر، والتلويح بها، كما بدأ الكلمة بطلب الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر، ثم تحدث عن تمكن المصريين من استعادة الوطن “ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة”، كما ذكر في كلمته.
وبعد أن تحدث السيسي في الجزء الأول من خطابه عن إرساء المؤسسات الدستورية، تحدث عن أن احتواء الشباب ضرورة، قائلا: استخدمت سلطاتي الدستورية في إصدار العفو عن مجموعات صادر بحقهم أحكام بالحبس وأتمنى ان تتكاتف مؤسسات الدولة لدمجهم في المسيرة الوطنية”.
السيسي لم يذكر ثورة 25 يناير في خطابه، لكنه أشار إلى ثورة 30 يوينو، عندما قال إن المصريين “استعادوا الوطن من الذين حاولوا اختطافه لمصالح ضيقة ومنحرفة عبر ثورة وطنية شديدة النقاء”.
السيسي شدد على أهمية ” ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مؤامرة ومخطط وهناك من يتربص بالوطن”، كما أشار إلى استطاعة الدبلوماسية استعادة مكانة مصر خارجيًا على مدار عام ونصف، وحصول مصر على مقعد غير دائم في الأمم المتحدة.
كما أوصى النواب بالتمسك بالدستور، والإحساس بنبض الجمهور، والتجرد والنزاهة، وبناء حياة سياسية سليمة، مؤكدًا على أن مصر بعد عام ونصف أصبحت أكثر انفتاحًا على العالم شرقًا وغربًا، وشدد على أهمية وجود تسوية في سوريا وليبيا واليمن، وأكد على ان فلسطين مازالت قضية شعب مصر.
ظهرت زوجة الرئيس ضمن حضور الجلسة، التي توجه السيسي خلالها بحديثه إلى المرأة، وذوي القدرات الخاصة، قائلًا أنه يخاطب المرأة من خلال النائبات، مؤكدًا أن المرأة المصرية هي صمام أمان مصر وشعبها.
مقاطعة النواب للسيسي، لم تكن فقط بالتصفيق، بس بالدعاء له مرة، ومطالبته بالاهتمام بقضايا محددة مرات أخرى، وتنوعت بين الهتاف “تحيا مصر”، و”ربنا يعينك”، و”سد النهضة يا ريس”، و”الصعيد يا ريس”، و”النوبة يا ريس”، و”الأمل فيك ياريس”، أما رد فعل السيسي، فكان الابتسام، مع إيماءة من رأسه كدليل على أن “الرسالة وصلت”، لكنه مع قرب انتهاء الخطاب، ظهر عليه بعض الضيق من كثرة المقاطعة، حتى أنه أشار بيديه، يدعوهم للاستماع.
بعض المحللين السياسين على القنوات الفضائية، قال إن السيسي لم يذكر أية كلمة عن الحكومة، وهو ما يشير إلى عدم إلزام البرلمان بالإبقاء على هذه الحكومة، كما لفت انتباه الكثير من أعضاء البرلمان والمحللين طلب السيسي من النواب بالابتعاد عن “الاستعراض الإعلامي”.
صفق النواب 23 مرة خلال كلمة السيسي، وذلك مع التغاضي عن أول “صقفة” لهم عند صعوده إلى المنصة استعدادًا لإلقاء الكلمة، كما وضحت ظاهرة أن يقوم شخص ما ببدء التصفيق لينساق إليه الباقون، ويشار إلى أنه من المفهوم أن يقوم النواب بالتصفيق، عند ذكر الشهداء، أو لتحية المرأة وذوي القدرات الخاصة، لكن من غير المفهوم أن يصفقوا عندما يطلب الرئيس منهم الالتزام بالدستور وبناء حياة سياسية.
وكعادته، اختتم السيسي خطابه بشعار “تحيا مصر”، الذي كره ثلاث مرات، ثم لملم أوراقه وغادر القاعة سريعًا، ومن الواضح أنه لم يعقد أية اجتماعات أو حوارات جانبية عقب انتهاء الكلمة، لأنه غادر مقر البرلمان على الفور.
https://www.youtube.com/watch?v=mnruBrQuPow