أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن تأكيد حضور آخر مشاركين في النسخة الثانية من قمرة، وهما المخرج والمنتج وكاتب السيناريو جيمس تشاموس (عاصفة الجليد، النمر الرابض والتنين الخفي، السخط) وصانع الأفلام الوثائقية جوشوا أوبنهايمر (فعل القتل، منظر الصمت). ومن المقرر أن تقيم المؤسسة النسخة الثانية من قمرة من 4 إلى 9 مارس 2016.
وسينضم تشاموس وأوبنهايمر إلى أساتذة قمرة الذين أعلن عنهم في السابق وهم نايومي كاواسي (اليابان) ونوري بيلج جيلان (تركيا) وألكسندر سوكروف (روسيا) ليشرفوا على تطوير صانعي الأفلام الذين يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية في المبادرة التي أطلقت في مارس 2015 بهدف دعم السينمائيين الواعدين من قطر والمنطقة والعالم.
بينما اعتذرت لوكريسيا مارتل (الأرجنتين) عن عدم مشاركتها في قمرة هذا العام لـ”ظرو قاهرة”، بعد أن أعلن في السابق أنها ستكون واحدة من أساتذة قمرة 2016.
وبهذه المناسبة، قالت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام :”يسرنا انضمام جيمس تشاموس وجوشوا أوبنهايمر إلى أساتذة قمرة في هذا العام. وعلى الرغم من أن صانعي الأفلام يتبعان أسلوبين مختلفين في العمل، إلا أنهما مميزان جداً في مجالها وسيشاركان خبراتهما الواسعة والقيمة مع صانعي الأفلام الواعدين المشاركين في قمرة”.
وأضافت الرميحي : “نتطلع إلى الترحيب بجيمس وجوشوا في منطقة الخليج للمرة الأولى حيث سيتمكن المشاركون في قمرة 2016 من التواصل مع هذين الرائدين في صناعة الأفلام المستقلة في الولايات المتحدة الأميركية. ويسرنا أيضاً أن نحظى بفرصة عرض أعمالهما ضمن عروض قمرة في متحف الفن الإسلامي، الصرح الثقافي الرائد في المنطقة والمقر الرئيسي لقمرة هذا العام”.
ولد تشاموس وأوبنهايمر في الولايات المتحدة الأميركية وعملا إلى جانب نشاطهما في صناعة الأفلام في العديد من الأدوار الأخرى، فعمل تشاموس مؤرخاً وأكاديمياً سينمائياً بينما شغل أوبنهايمر منصب المدير الفني لمركز الأفلام الوثائقية والتجريبية في جامعة ويستمنستر في لندن.
تشاموس، مخرج وكاتب سيناريو فائز بالعديد من الجوائز ومنتج أفلام الإندي الرائد في الولايات المتحدة، معروف بتعاونه الإبداعي الطويل مع المخرج التايواني أنج لي. عمل تشاموس مع لي في تسعة أفلام من ضمنها “النمر الرابض والتنين الخفي” (2000) الذي فاز بأربعة جوائز أوسكار منها أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية وأوسكار أفضل تصوير سينمائي. وقد حقق هذا الفيلم غير الناطق بالإنجليزية أعلى إيرادات على شباك التذاكر في الولايات المتحدة.
كتب تشاموس سيناريو فيلم “عاصفة الجليد” للمخرج لي وفاز عن الفيلم بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي في عام 1997، كما شارك في كتابة فيلم “كل واشرب رجل وامرأة” (1994) وهو الفيلم الأول للمخرج لي الذي يحقق نجاحاً على الصعيدين الفني والتجاري.
بصفته منتجاً، شارك تشاموس في تأسيس شركة الإنتاج “جود ماشين” في الولايات المتحدة الأميركية في مطلع التسعينيات، وشغل من 2002 إلى 2014 منصب الرئيس التنفيذي لشركة “فوكاس فيتشرز” المتخصصة في إنتاج وتمويل وتوزيع الأفلام عالمياً. وصنع في تلك الفترة أفلاماً منها “مملكة القمر” (2012) للمخرج ويس أندرسن، وفيلم “الشروق الأبدي للعقل النظيف” للمخرج مايكل جوندري، وفيلم “عازف البيانو” (2002) للمخرج رومان بولانسكي، وفيلم “كارولين” (2009) للمخرج هنري سيليك وفيلم “ضياع في الترجمة” (2003) للمخرج صوفيا كوبولا.
في عام 2014، تحول تشاموس إلى إخراج الأفلام الوثائقية القصيرة منها “ذلك الفيلم حول المال” (2014)، وصنع في عام 2016 فيلمه الطويل الأول المقتبس عن رواية “السخط” ليفيليب روث الذي عرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان صندانس السينمائي في يناير 2016، كما سيعرض في مهرجان برلين السينمائي في قسم بانوراما.
تشاموس أستاذ التدريب المهني في كلية الفنون في جامعة كولومبيا، حيث يدرّس تاريخ ونظرية الأفلام وهو مؤلف كتاب “جيرترود: الكلمة المتحركة” للمخرج كارل ثيودور درير الذي نشرته مطبعة جامعة واشنطن.
أما جوشوا أوبنهايمر فترشح لجائزة الاوسكار مرتين، ورشح فيلمه الطويل الاول “فعل القتل” (2012) لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل وحصل على لقب “فيلم العام” من قبل جريدة الغارديان وتصويت مجلة “سايت أند ساوند” السينمائية، كما فاز بـ 72 جائزة دولية من ضمنها جائزة الفيلم الأوروبي وبافتا وجائزة أفلام آسيا الباسيفيك وجائزة الجمهور في مهرجان برلين السينمائي الدولي وجائزة فيلم الجارديان لأفضل فيلم.
شهد فيلمه الثاني “منظر الصمت” (2014) عرضه العالمي الاول في مهرجان البندقية السينمائي وفاز بخمس جوائز من ضمنها جائزة الحكام الكبرى، جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فبريسكي)، وجائزة اتحاد نقاد السينما في أوروبا والمتوسط (فيديورا). رشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في 2016 وحصل على 66 جائزة دولية من ضمنها جائزة المؤسسة الدولية للأفلام الوثائقية لأفضل فيلم وثائقي ، وجائزة غوثام لأفضل فيلم وثائقي، وثلاثة تنويهات خاصة لصناعة الأفلام غير الروائية.
أوبنهايمر شريك في شركة الإنتاج “فاينل كت فور ريل” Final Cut for Real في كوبنهاغن، والمدير الفني لمركز الفيلم الوثائقي والتجريبي في جامعة ويستمنستر في لندن.
وضمن دورهما كأساتذة في قمرة، سيشارك تشاموس وأوبنهايمر في سلسلة من الندوات الدراسية وورش العمل والجلسات الشخصية مع المختصين في صناعة الأفلام والمشاركين في مشاريع قمرة من مختلف أنحاء العالم.
وستكون عروض قمرة مفتوحة للجمهور والمشاركين وستعرض في قسمين هما “الأساتذة” و “أصوات سينمائية جديدة”. تعرض الأفلام في متحف الفن الإسلامي، المؤسسة الثقافية العالمية المعروفة التي تعتبر درة متاحف قطر والشريك الثقافي لمؤسسة الدوحة للأفلام.
وستعرض في قمرة مجموعة من الأفلام للأساتذة المشاركين وصانعي الأفلام البارزين يليها جلسات حوارية. والأفلام في فئة “الأساتذة” هي: “النمر الرابض والتنين الخفي” للمخرج أنج لي (إنتاج ومشاركة في الكتابة لجيمس تشاموس)، “ذات يوم في الأناضول” للمخرج نوري بيلج جيلان، “الغابة النائحة” للمخرجة نايومي كاواسي، “الفلك الروسي” للمخرج ألكسندر سوكروف، وفيلم “منظر الصمت” لجوشوا أوبنهايمر. وسيتم الإعلان عن عروض قسم “أصوات سينمائية جديدة” للمشاركين في قمرة والضيوف في الأسابيع المقبلة.
بدوره صرّح صانع الأفلام إيليا سليمان، المستشار الفني لمؤسسة الدوحة للأفلام :”لقد كان جيمس تشاموس أول من عرّفني على أعمال جوشوا أوبنهايمر، ولهذا يسرّنا جداً حضورهما معاً كأساتذة في قمرة في نسخة هذا العام. وبحضورهما إلى جانب نوري بيلج جيلان ونايومي كاواسي وألكسندر سوكوروف، سنشهد روعة الاجواء الإبداعية التي ستثري معارف ومهارات صانعي الأفلام المشاركين في هذا العام”.
شارك في النسخة الماضية من قمرة أساتذة سينما منهم الممثل والمخرج والمنتج المكسيكي غايل غارسيا برنال (أمورس بيروس، لا، فشل)، المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو (تمبكتو – المرشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة اجنبية لعام 2015)، الأستاذ الروماني الفائز بالسعفة الذهبية كريستيان مونجيو (4 أشهر 3 أسابيع ويومين، وراء التلال)، والكاتب والمخرج البوسني دنيس تانوفيتش (حلقة في حياة أيرون بيكر، نمور، لا أرض لإنسان الفائز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في 2001).
وتم الإعلان عن آخر الأساتذة المشاركين في قمرة خلال مهرجان برلين السينمائي حيث يعرض المهرجان في قسم الاختيار الرسمي ثمانية من الأفلام التي حصلت على منح من مؤسسة الدوحة للأفلام.