نقلاً عن الاخبار اللبنانية
الحلقة الأزمة عُرضت بتاريخ 9 ديسمبر الماضي. أُعلن عن إيقاف برنامج «ممكن» في 14 فبراير الحالي، أي بعد أكثر من شهرين. مفارقة تكشف حجم العشوائية التي تسود سوق الميديا المصرية وتطرح تساؤلات حول الغرض الحقيقي من الأزمة التي دارت حول «إهانة سيدات الصعيد».
أعلنت غرفة صناعة الإعلام المصرية أمس عن وقف برنامج «ممكن» الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان لمدة أسبوعين حتى الانتهاء من التحقيقات الداخلية التي تجريها قناة «سي. بي. سي» بشأن «الحلقة الأزمة» التي حلّ عليها شخص يدعى تيمور السبكي واتُّهم بتوجيه اهانات لنساء صعيد مصر. علماً أنّها المحافظات التي تبدأ من بني سويف في جنوب القاهرة وتمتد حتى أسوان، ويتميز أهلها برفضهم القاطع الخوض في كل ما يخالف التقاليد.
يمكن تناول أزمة وقف البرنامج على مستويات عدة، أولها أنّ الحلقة التي شهدت تصريح تيمور السبكي بأن نسبة كبيرة من سيدات الصعيد «يدخلن علاقات غير شرعية بسبب فشل العلاقات الزوجية»، عُرضت في التاسع من ديسمبر الماضي.
لكن فجأة وقبل أيام معدودة، تذكّرها بعضهم ومنهم أعضاء في مجلس النواب، فاتهموا خيري رمضان بأنه استضاف شخصاً مجهولاً أهان «الصعايدة» ولم يرد عليه كما ينبغي. علامات استفهام عدة ارتسمت حول توقيت الحملة المضادة.
يقول رمضان نفسه إنّ سببها دفاعه عن مشاركة الداعية ــ المحسوب على الإخوان ــ عمرو خالد في حملة حكومية بعنوان «أخلاقنا».
واعتبر آخرون أنّ الأزمة تندرج ضمن قائمة أزمات «بص العصفورة»، تعبير يطلقه المصريون على اشتباكات يعتبرونها مفتعلة من أجل الهاء الرأي العام عن القضايا الرئيسة.
وتصاعدت الأزمة إلى حد ورود تهديدات إلى تيمور السبكي بالقتل وتقديم بلاغات ضده للنائب العام، رغم أنّه كالعادة لا توجد تهمة، فكلامه مرسل ولم يحدد أسماء بعينها وستنتهي الأزمة كما بدأت.
وكان لافتاً قرار الغرفة بوقف البرنامج ومنع تيمور السبكي من الظهور على أي قناة أخرى أيضاً، والقول بأن هناك تحقيقات ستجرى رغم أن برنامج «ممكن» شهد العديد من الحلقات على الشاكلة نفسها.
ضيوف مختلفو وجهات النظر في قضايا عدة يتناقشون، يختلفون، ثم تنتهي الحلقة على خير، فما الجديد هذه المرة حتى يتم وقف البرنامج بهذا الشكل؟ سؤال لا إجابة عليه على الأقل بالنسبة إلى المشاهدين الذين يتابعون الأزمة بملل واضح.
بعضهم اعتبر أن إعادة إطلاقها هو المهين لسيدات الصعيد لأنّ أحداً لم يشعر بالتصريح وقت صدوره. مستوى آخر لا بد من تناوله مهنياً لا سياسياً، أن المدعو تيمور السبكي الذي أطلق التصريح جاء إلى برنامج «ممكن» باعتباره أدمن صفحة «يوميات زوج مطحون»، ما يطرح تساؤلات حول استضافة البرامج لغير المختصين لمجرد أنّهم يملكون صفحات نشطة على فايسبوك، ولو كانت هذه الاستضافة مقبولة شكلاً.
على مستوى المضمون، لا بد من التدقيق في خلفيات هذا «الأدمن» وثقافته ومدى إلمامه بالقضية التي تتصدى لها صفحته وعدم الاتكاء فقط على التفاعل والحكايات التي تشهدها الصفحة.
اللافت أخيراً أنّ تيمور السبكي ومن خلفه خيري رمضان قدما أكثر من اعتذار وتوضيح في الأيام الأخيرة، الأول تحديداً بدا خائفاً وغير مصدق للحملة العنيفة التي بدأت بعد شهرين من إطلاق التصريح، لكن كل ذلك ذهب أدراج الريح ولم يمنع تضامن الإعلاميين مع زميلهم من وقف مؤقت للبرنامج، على أن يعود بعد انتهاء الأزمة من دون أن نعرف: هل غضب الصعايدة هو الذي انطلق متأخراً أم هناك من أراد أن يستغل التصريح المهين لتحقيق أهداف ما؟
.