https://www.youtube.com/watch?v=9jj5DaHpDx0&feature=youtu.be
توفى اليوم الثلاثاء، الدكتور بطرس غالي، أول عربي يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، عن عمر يناهز 94 عاما، بعد معاناة مع المرض، في أحد مستشفيات المهندسين بالجيزة.
سجل غالي آخر حواراته التلفزيونية، مع الإعلامية منى سلمان، ببرنامج “مصرx يوم”، الذي كانت تقدمه على قناة “دريم”، في شهر مارس من العام الماضي 2015.
أبرز ما صرح به الأمين العام السابق للأمم المتحدة كان حول مشكلة الانفجار السكاني التي تواجه مصر، مؤكدًا أن القيادت السياسية المختلفة لم تفكر في حل هذه المشكلة، كما أنها لا تُشغل بال الطبقة المثقفة المصرية، لافتاً أن التيارات الدينية لعبت دورا في محاربة ثقافة تحديد النسل.
أضاف غالي وقتها أن قضية الانفجار السكاني يجب أن تكون على رأس الأولويات، وليس حقوق الإنسان، موضحاً أنه لا يجوز الحديث عن حقوق الإنسان، وهناك نسبة بطالة وفقر، تتزايد باستمرار مع تزايد الكثافة السكانية، وبالتالي فإن هناك مشاكل أهم من حقوق الإنسان.
على صعيد آخر، أكد غالي خلال الحوار على أن الانقسامات وعدم الاستقرار السياسي، وظهور الجماعات الإرهابية، التي يشهدها الوطن العربي ليست ظاهرة حديثة، وإنما ظاهرة مرت بها عدة دول مثل تشيلي، وأمريكا اللاتينية، لافتاً أن هذه مرحلة من المراحل يجب التغلب عليها، مستبعداً فكرة المؤامرة، التي أكد أنها عقدة عند العالم العربي، موضحاً أن هذه الانقسامات ناتجة عن تناقضات داخل الدول، لم تستطع التغلب عليها، وأنه يجب أن ننظر إلى الدول التي مرت بنفس ظروفنا، ونتعلم منها كيف تغلبت على أوضاعها.
غالي أشار إلى أن العبرة بالتفاوض، وإيجاد حل لاستقرار الأوضاع، وأنه من الممكن اللجوء إلى دولة صديقة تلعب دور الوسيط، أو الاستعانة بوسيط دولي، مؤكداً أن التفاوض يحتاج إلى وقت، لأن الخلافات لن يتم تسويتها في يوم، وليلة، لكن يبقى التفاوض هو الوسيلة الوحيدة لكي نصل إلى حل نهائي.
وأكد الأمين العام السابق للأمم المتحدة، أن العالم مازال قطب واحد، ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية، هي القوى العظمى، سواء من حيث التكنولوجيا، أو القدرة على الانفتاح، في حين أننا مازلنا ليس لدينا القدرة على استيعاب حتى خبير أجنبي، وذلك نتيجة الانغلاق الفكري الناتج عن الاستعمار، أو التقاليد.
كما أوضح «غالي» أن مصر أخطأت عندما طردت الجاليات الأجنبية من أرضها في بداية عهد جمال عبدالناصر، مؤكداً أن هذه الجاليات هي «الملح» الذي يساعدنا على الاختلاف، مشدداً على أنه يجب الاستعانة ببعض العناصر الأجنبية القوية، ونعطيها الجنسية المصرية، لكي نستفيد منها.
أما فيما يتعلق بعلاقة مصر بأفريقيا، أكد بطرس غالي، أن مصر أهملت أفريقيا، لأن العقلية السائدة كانت تنظر باهتمام إلى أمريكا، وأوروبا فقط، وأشار «غالي» إلى أن مصر تستطيع تعويض هذا الغياب، من خلال القيام بزيارات مستمرة، ودعوة الرؤساء الأفارقة لمصر، إلى جانب ضرورة وجود اتصال تجاري معهم.
بسؤال غالي عن أزمة سد النهضة أكد أن الأزمة ناتجة عن الإهمال المصري، موضحاً أن التفاوض، والقدرة على إيجاد أفكار جديدة، تساعد لحل الأزمة، لافتاً أن يمكن الاستفادة من كهرباء السد الإثيوبي، إذا قمنا بربط كهرباء مصر، بالسودان، بإثيوبيا.
كما أكد غالي خلال الحوار، أن منظمة الأمم المتحدة أصبحت ضعيفة، وفقدت أهميتها، واتهمها بأنها امتداد للدبلوماسية الأمريكية، وأشار «غالي» إلى أنه يجب أن يكون هناك جيل ثالث من المنظمات الدولية، يكون للمنظمات المدنية والبرلمانات، والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، والبيئة مكان فيها.