هيكل راجع نعيه في "الجارديان" بنفسه‎

أجرت صحيفة “المصري اليوم” حوارًا مع الكاتب الراحل الكبير محمد حسنين هيكل عام 2008، روى فيه حادثة لافتة حصلت معه خلال زيارته لصحيفة “الغارديان” البريطانية واستعادتها اليوم .

وقالت الصحيفة :”كنا في بيته الذي جمع بين الفخامة والرقة والبساطة في آن واحد، عشرة صحافيين، استقبلنا استقبال الأب لأبنائه كى ينهلوا من علمه المتدفق، واستطراداته وتحليلاته الدقيقة العميقة التي تتركك مذهولا من كم المعلومات، وترشدك وتعلمك وتفتح أمامك أبوابا من الأسرار وخزائن من ذخائر المعرفة ببواطن الأمور، التي لم يكن يملكها أحد إلا شخص واحد في وزن الأستاذ، إضافة إلى ما حظى به من صداقات الملوك والأمراء والرؤساء والسفراء”.

وبين المواقف واحد ترك أثرا عميقا في نفوس الحاضرين، حينما قص عليهم كيف أنهم في الغرب يحترمون المواعيد ويقدسونها، وأنهم لا يتركون شيئا للظروف كي تشكلها كيفما شاءت، قائلا: “كنت في زيارة لبريطانيا وذهبت في جولة الى صحيفة الغارديان البريطانية كى أرى آخر ما توصلوا إليه من مستجدات وتطورات الصحافة هناك، وكان شيئا ممتعا ورائعا”.

وأضاف هيكل: “عندها طلب مني رئيس التحرير أن أشغل منصب رئيس تحرير ضيف (هو مصطلح عندهم) كى يتعلم مني البريطانيون ويستفيدون من خبراتي، لكن رفضت وقلت له لقد فات الأوان، فأنا لا أصدر صحفاً ولا أشغل هذا المنصب منذ زمن طويل، دعني أرى ما تفعلونه وأتجول بينكم، ثم قضيت معهم وقتا سعيدا وأبديت بعض ملاحظاتي وانصرفت”.

وتابع: “قبل أن أصل إلى السلم جاء شاب صحافي، وأطلعني على ورقة لأراجعها، وفوجئت أنها تسرد تاريخ حياتي المهني والخاص، فسألت الشاب ما هذا، فرد علي: إنه نعيك يا أستاذ هيكل، لم أغضب من حماسة الشاب، لكن راجعت معه النعي الذي كتبه، وفوجئت أن كله صحيح باستثناء معلومات بسيطة جدا صححتها معه، فشكرني، وتركته مبتسما».

وهو الموقف الذي عبر عنه هيكل بأن هذا “الصحفى البريطانى الشاب لم يترك شيئا للظروف، واستغل الفرصة لأنه لا يعرف متى يلتقى بى مرة ثانية أو ما إذا كنت سأذهب إلى بريطانيا مرة أخرى، أو ربما مت قريبا”.

اقرأ أيضًا:

75 صورة لمحمد حسنين هيكل ترصد تاريخ العرب

42 معلومة تجعل هيكل الصحفي الأهم في تاريخ الصحافة العربية

هؤلاء انفردوا بالحوار مع هيكل خلال 15 عاماً

هؤلاء جسدوا هيكل على الشاشة

هؤلاء يتحدثون عن هيكل

الأيام الأخيرة في حياة “الأستاذ”

محمد حسنين هيكل يكتب: استئذان في الانصراف رجاء ودعاء‏..‏ وتقرير ختامي

شريف عامر يكتب : الأستاذ وخط الزمن

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا