لحق برنامج «ممكن» هذا الأسبوع بإخوته، من أمثال صبايا الخير والمستخبى وغيرهما من البرامج التى أجرمت فى حق الناس، لكن أسوأ هذه البرامج لم يتوقف بعد، بدليل ما فعله «الحياة اليوم» قبل أيام.
«سى بى سى» وصفت مذيع برنامج «ممكن» بأنه استضاف «رأيا منحرفا يثير المشاعر ويستدعى الغضب، فى مقطع لم يحمل ردا أو رفضا». القناة تعرف أن مذيعها ليس لديه رفض أو رد، الرجل يبحث عن الإثارة، وقد وجدها فى تصريحات مسيئة لنساء الصعيد ومصر.
أما «الحياة اليوم» فقد ارتكب سقطة مهنية جسيمة، باستضافة أزهرى ادعى فوزه بالجائزة الأولى فى مسابقة حفظ القرآن بماليزيا، ولم يعتذر المذيع بعد الفضيحة الكبيرة.
بدأت حكاية العار بـ “تدوينة” من عبدالرحيم راضى، طالب صيدلة الأزهر بسوهاج، تعلن تتويجه أفضل قارئ للقرآن، فى مسابقة عالمية بماليزيا. احتفل «الحياة اليوم» فى حلقة الخميس الماضى بالخبر، وقدمه المذيع على أنه قدوة للنجاح، وقال للضيف: بندور عليكم بالشوكة والسكينة، ولاحظ التعبير الخاطئ.
حكى الشيخ النصاب من دون أن تطرف له عين، عن ماليزيا والاستقبال فى المطار، عن يافطة مكتوب عليها بالعربى مرحبا بقارئ الأزهر، وافتتاحه لأكبر مركز إسلامى هناك، وانتصاره على القارئ الإيرانى الشيعى. وقال إن أعداء الإسلام يستهدفون الشباب بالفهم الخاطئ للقرآن.
هل هناك أخطر على الإسلام من شيخ نصاب ومذيع لا يعرف شيئا؟.
لم يسأل المذيع المخضرم سؤالا واحدا عن اسم المسابقة والجهة التى نظمتها. لم يضع علامات الاستفهام البدائية فى أية معلومة صحفية: متى، أين، لماذا، إلخ. لم يقم بأدنى مجهود ليسأل جوجل الذى لا يكذب ولا ينصب، عن ماليزيا ومسابقاتها.
استرسل النصاب عن استقباله فى مطار القاهرة بوفود من الرئاسة والأزهر والأوقاف، «وجهات كويسة خالص فى البلد، وتليفونات من شخصيات سيادية». ولم يتوقف المذيع ليسأل عن طبيعة هذه الجهات الكويسة والشخصيات السيادية، بل اندمج وقال إن السيسى «يجب» أن يجد وقتا لتكريم أفضل وأنبغ و«أبهر» أبناء مصر، أنا عايزه يشاور عليك، ويطلع يقول للناس دا النموذج اللى أنا عايز كل المصريين يبقوا زيه.
وقريبا كل المصريين «يبقوا زيه»، طالما كان لدينا إعلام من هذا النوع.
عندما ذهب الطالب إلى مشيخة الأزهر، تشكك عباس شومان وكيل الأزهر فى الأمر، لأن الطالب لم يكن لديه ما يثبت ذلك، لكن الإعلامى المخضرم نسى يسأله عما يثبت ذلك.
الرجل مثل غيره من المخلفات الإعلامية لعصر التوريث، ليس مذيعا ولا إعلاميا، ولا علاقة له من أى نوع بمهنة الصحافة، فهل من المعقول أن يكون أمامى أفضل قارئ فى العالم، ولا أستمع لصوته؟. رفض النصاب التلاوة، وبلعها المذيع الفلتة.
سقوط مذيعى «ممكن» و«الحياة اليوم» هذا الأسبوع لن يكون الأخير من نوعه، فلا يوجد ما يحول دون تكرار هذه الجرائم، ولا يبدو فى الأفق أن الإعلام المصرى سيتغير، لأن المشهد السياسى الذى يصنعه لم يتغير، وعصر الفراعين والحساسين والبلالين مازال مستمرا، بإذن الله، وبأمر الحب نفسه.
إعلام جمال مبارك كان سببا فى انهيار نظامه، لكنه بقى وتمدد بنفس الأسماء والوجوه، ليواصل أوهامه وأكاذيبه، ومقاطعه المثيرة عن النساء الخائنات والعفاريت والنقشبندى المزور.
حتى بتاع القرآن كذاب، الولد اشتغل مصر والأزهر فى غيبوبة؟، هكذا تساءل أحد مغردى تويتر، وهو لا يعرف أن الهدف الأساسى لهذا الإعلام هو أن تدخل مصر كلها فى الغيبوبة.
نقلا عن الشروق
.