إعلام.أورج
حسب معلومة مؤكدة حصل عليها إعلام.أورج فإن إيرادات فيلم “المشخصاتي 2” لتامر عبد المنعم في أول أيام عرضه الأربعاء 20997 جنيه مصري فقط لا غير وهو أقل رقم حققه فيلم مصري في نفس اليوم رغم أن باقي الأفلام المنافسة معروضة في الصالات من فترات تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع .
في اليوم نفسه حقق فيلم أوشن 14 حوالي 108 ألف جنيه، وفيلم الهرم الرابع 102 ألف جنيه وفيلم كدبة كل يوم 27 ألف جنيه أما من ضهر راجل فحقق 29 ألف جنيه .
القاعدة تقول أن الفيلم الجديد يجب أن يحصد إيرادات أكبر في الأيام الأولى ويذهب له جمهور أكثر من الأفلام الموجودة بالفعل، إلا لو كان الفيلم الجديد معروض في عدد محدود من الصالات .
فيلم “المشخصاتي 2” معروض في 40 صالة وهو رقم كبير جدا على فيلم تأخر عرضه أكثر من عامين، ليس لأن تصويره طال كل هذه المدة ولكن لأن صناعه يعيشون في الماضي على عدة مستويات، فنية وسياسية .
فنيا، يمكن أن نقول بكل حياد أن فيلم “المشخصاتي 1 ” حقق نجاحا متوسطا وقت عرضه، كان تامر عبد المنعم وقتها لازال وجها جديدا وكانت التجربة مختلفة وتقليد الشخصيات لفت الانتباه وكلام النقاد وقتها عن غياب لغة السينما عن الشريط لم يؤثر في تحقيقه إيرادات معقولة، لكن كان ذلك في 2003، أي حتى قبل أن تفوز مصر بأول بطولة أمم أفريقيا مع حسن شحاتة، قبل غرق العبارة، وبرلمان 2005، وبرلمان 2010، وثورة يناير، وثورة يونيو، وما بينهما وما بعدها، أن تعود بعد 13 سنة لفيلمك الوحيد الذي جعلك بطلا وتظن أن الجمهور سيقبل على التجربة فيما فنانون كبار وموهوبون مثل محمد سعد يواجهون انتقادات بسبب تكرار الشخصية رغم الفارق الكبير طبعا بين “اللمبي” و”المشخصاتي” فأنت هنا أمام حالة فنية ميئوس منها، الهدف من تحركاتها فقط الوجود تحت الأضواء، سواء كمذيع أو سينارست أو متحدث باسم مبارك أو بطل لفيلم في دور العرض دون مراعاة ما يليق وما لا يليق مع حجم الموهبة.
أي من هذه الأفلام شاهدتها في السينما مؤخراً ؟ للمشاركة من هنــا
سياسيا أنت أمام فيلم ربما لو كان قد طُرح قبل عزل مرسي أو بعد ذلك بعدة شهور لحقق اقبالا متوسطا على الأقل، لكن أنت الآن والناس تفكر في سد النهضة وسعر الدولار ودولة أمناء الشرطة تريدهم أن يخرجوا من منازلهم لمشاهدة شريط يسخر من جماعة سخر منها معظم المصريون حتى شبعوا؟ ويدفعون مقابل ذلك 4 دولارات على الأقل إذا كان سعر تذكرة السينما 40 جنيها؟ بأي منطق؟
سياسيا أيضا ضع تامر عبد المنعم إلى جوار طلعت زكريا وفيلمه “الفيل في المنديل” وأحمد بدير ومسرحية “غيبوبة” ومد خطا بينهم ستكتشف أيضا أن لا أحد يتعلم الدرس، وأن الممثل البالغ من العمر 43 عاما، الذي كان يفخر بحضور جلسات محاكمة مبارك، ويخرج في الفضائيات يتعارك ويتلاسن من أجله، يريد الآن من “الجمهور” بالمعنى الواسع للمصطلح أن ينزل للشارع ويشاهد فيلمه ولو بأعداد تحفظ له ماء الوجه، يظن أن أخبارا عن أزمة رقابية واطلالات في برامج التوك شو ستساعد على وقوف الناس أمام شباك التذاكر، فيما “الجمهور” بالمعنى الواسع للكلمة مقسم إلى فئة تعادي كل من يسب ثورة يناير وتعاقبه إذا ما استطاعت لذلك سبيل بتجاهل فيلم ومنع مسرحية من الحضور، ومنحازين للإخوان أثاروا قلق أصحاب دور عرض الأقاليم من وجود الفيلم فلم يحظى هناك بانتشار واسع خوفا من أي أفعال عدائية، لأنه في حال حدوث أي تحرش بالسينما لن يتطوع المحامي فريد الديب – حما المشخصاتي- بالدفاع عن صاحب دار العرض، أما الفئة المتفقة سياسيا مع عبد المنعم فهو يعرفها أكثر منا ويعرف أن أخر طاقتها أن تشاهد أحمد موسى مجانا وتشتم الثوار والمعارضين على فيس بوك وتويتر .
بناء على ما سبق، هل يمكن قراءة خبر اعتزال تامر عبد المنعم بأن الهدف منه التغطية على الفشل الذريع للفيلم، هل يمكن تفسيره بأنه محاولة للافلات مؤقتا من سؤال “وماذا بعد؟” يعني لو أن صحفيا سأله “جديدك ايه بعد المشخصاتي يا نجم وليك ايه في رمضان الجاي؟” ألن يكون ذلك سؤالا محرجا ؟ هل أراد نجل سكرتير الرئيس مبارك الأسبق للمعلومات تفادي حقيقة أنه قد يجلس في البيت بلا كتابة أي سيناريوهات من تلك التي تحقق فشلا كبيرا مثل مسلسل “المرافعة” ومن قبله مسلسل محمد فؤاد – لا أتذكر اسمه- خصوصا في ظل غياب الفنانة الهام شاهين عن انتاج مسلسلات تنتقد الإخوان أيضا فتمنحه دورا كما فعلت مسلسل تم عرضه رمضان 2013 ولا أتذكر اسمه أيضا؟
هل اعتزل تامر عبد المنعم فعلا لأنه في غني عن أن يضعه أي “قزم” في مرمى نيرانه على حد تعبيره أم لأن فيلمه تحول إلى “قزم” بين باقي الأفلام ؟
كنا نود أن نستطلع رأي الممثل المعتزل تامر عبد المنعم في التحليل السابق فمهنيا من حقه أن يرد، لكن هاتفه لا يجيب وحسابه على فيس بوك صار مغلقا.
.