النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة

محمد عبد الرحمن

إذا كنت من متابعي أخبار الإعلام وأزماته في مصر، لابد أنك قد لمحت في هذا الموقع أو تلك الجريدة خبرا يقول أن ريهام سعيد حركت دعوى قضائية ضد شبكة تلفزيون النهار.

سعيد التي لاتزال تنتظر قرار محكمة جنح الجيزة فيما يتعلق باتهامها بانتهاك خصوصية “فتاة المول” لم تلجأ لمحكمة عادية عندما قررت أن تختصم “النهار” وإنما لـمركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجارى الدولى، لمزيد من المعلومات عن المركز اضغط هنا

قالت ريهام سعيد في مستندات طلب التحكيم الذي وصل للصحف أن شبكة تلفزيون النهار أوقفت برنامجها نهائيا على خلفية أزمة فتاة المول ما تسبب لها في ضرر بالغ وطلبت الحصول على 13 مليون جنيه قيمة المتبقى في عقدها مع النهار.

الأوراق التي وصلت للصحفيين عن طريق ريهام سعيد تحمل تاريخ 21 يناير 2016، أي بعد 3 شهور تقريبا من قرار إيقاف ريهام سعيد الصادر عن القناة في 30 أكتوبر 2015، ما بين الحدثين، ثلاث شهور من الفرص الضائعة، واكبها إعلام.أورج بحكم العلاقات الممتدة مع كل المصادر وبما أن القضية وصلت للتحكيم الدولي، وبما أن ريهام سعيد المغضوب عليها جماهيريا -فيما عدا متابعيها من البسطاء – أنهت بهذه الخطوة علاقتها بالنهار، بات المجال متاحا لنشر معلومات كانت سرا لأن القائمين عن شبكة تلفزيون النهار تعاملوا مع ريهام سعيد بأنها إبنة القناة التي أخطأت ويجب تقويمها لا ذبحها، المعلومات التي ننشرها في السطور المقبلة توضح كيف تسير الشهرة أحيانا ببعض الأشخاص في اتجاه مغاير تماما، اتجاه قد يؤذي حتى هؤلاء البسطاء الذي يتحجج به نفس الشخص ويقول أنه قدم لهم خدمات لا حصر لها .

أولا: منذ اليوم الأول للأزمة وحتى الآن لم تعترف ريهام سعيد قط في جلسات رسمية أو ودية بأنها على خطأ، ولم تقبل الطلب الوحيد – وليس الشرط حتى – الذي وضعته شبكة تلفزيون النهار وهو أن تعتذر للجمهور في حلقة العودة – كان مقرر لها الأول من يناير- وتركز في الحلقات الجديدة على الجانب الخيري والتنموي وزيارات مواقع المشروعات الوطنية والقومية وعدم تقديم أي فقرات مثيرة للجدل مثل الحلقات التي قدمتها من قبل عن الجن والعفاريت والإلحاد والتحرش .

ثانيا: كان هذا هو شرط النهار منذ اليوم الأول رغم اقتناع إدارة الشبكة بأن جزء كبير من الحملة مرتبط برفض مستخدمي السوشيال ميديا لأداء ريهام بشكل عام وأن الحساب العسير الذي تعرضت له بسبب “فتاة المول” هو حساب عن مجمل حلقات سابقة وأسلوب في الأداء استفز هذه الفئة، أما جمهورها من البسطاء فرفضوا قرار الوقف منذ اليوم الأول واعتبره موجها لأبنائهم المرضى، لكن كان قرار النهار نهائي لا رجعة فيه، لم يعد الوقت ولا الظروف تسمح بأن تواجه شبكة تستعد في يناير لاطلاق شاشات متعددة وتوسع كبير هجوما عنيفا كل أسبوع بسبب مذيعة تريد أن تفعل على الهواء ما يحلو لها، وتضع رأسها برأس ملحدين ودجالين وفتيات تعرض للتحرش .

ثالثا: أكثر ما كان يوجع القلب في تلك الفترة تراجع التبرعات وتزايد قوائم الإنتظار التي تضم أسماء أطفالا مرضى من مختلف المحافظات ينتظرون قرارات العلاج عن طريق أهل الخير من مشاهدي “صبايا الخير” لكن ريهام سعيد كانت منشغلة بشئ أخر، حتى أن حفلا لاطلاق مؤسسة لرعاية أطفال التوحد تم الغاءه بسبب اصدار النهار بيان عودة ريهام سعيد في نهاية نوفمبر الماضي متضمنا شروط تلك العودة المذكور في أولا .

رابعا: انشغلت ريهام سعيد عن كل ذلك باطلاق أخبار عن تلقيها عروض من 3 قنوات أخرى، عن استعدادها لفسخ التعاقد، عن عدم دعوتها لحضور حفل إطلاق الشبكة الجديدة في 21 يناير الماضي ما اضطر النهار لاصدار بيان بأن ريهام حضرت فعلا وأنها كانت تعلم بموعد الحفل وأنها لا تحتاج لدعوة وبرنامجها ظهر ضمن برامج القناة في 2016 .
ريهام سعيد

خامسا: المثير للدهشة فيما يتعلق بالحفل تحديدا، أن ريهام سعيد ذهبت إلى فندق ريتز كارليتون – مكان الحفل- بعد 6 أيام من تقديمها طلب التحكيم، أي ذهبت للاحتفال بالشبكة التي حركت ضدها دعوى قضائية، وبعدها بعدة أيام حضرت في فندق فور سيزون نايل بلازا، اجتماعا مغلقا ضم كل مذيعي القناة وألقت يومها كلمة عن علاقتها القوية بالنهار، التي هي نفس القناة التي حركت ضدها دعوى تحكيم، والتي هي نفس القناة التي يحاول موظفوها حاليا انقاذ ما يمكن انقاذه فيما يتعلق بالحالات الحرجة التي كان تعالج عبر “صبايا الخير” وهم نفس الموظفين الذين يفشلون في الرد على سؤال البسطاء ” متى تعود ريهام سعيد؟” لأن هؤلاء” الغلابة” الذين لا يرون على الشاشة سوى النجمة المثيرة للجدل لن يفهموا لماذا لا تريد أن تعتذر للجمهور، ولماذا هي مستعدة للاعتزال لو كان هو الطريق لعدم الاعتراف بالخطأ، بل مستعدة لتسريب الأخبار ضد القناة والاستعانة بلجان إلكترونية ضد ملاكها على أمل – هكذا تتصور- أن يرضخوا لتلك الضغوط المزيفة ويعيدوها للشاشة دون شروط بل ربما يطالبوا باعدام فتاة المول ارضاءا لها.

ريهام - وبوسيريهام و بوسي و دعاء عامر

أخيرا: هل بات اعتزال ريهام سعيد واردا، لا أظن أن ريهام عمرو عصمت حسن سعيد “اسمها الخماسي من ورق التحكيم” تفكر في الأمر هكذا، لأنها لو درست السوق جيدا ستعرف أن الانتقال لأي قناة أخرى صعب للغاية إلا لو ارتضت أن تزامل حساسين وعزمي وغيرهما.

ما تفعله ريهام سعيد طوال شهور الفرص الضائعة هو النظر للوراء، تتخيل نفسها على سيارة نصف نقل تلوح بعلم مصر في شوارع القاهرة وباقي المحافظات، تريد ان تستعيد هذه اللحظة دون أن يحاسبها أحد على أي مخالفة، ترفض أن تعمل ضمن منظومة تحاول استعادة سياسة تحريرية تطبق على الجميع، تظن أن سلطة الجماهيرية وحدها كافية، تنسى أن الغلابة سيجدون عاجلا أو آجلا مذيع آخر يجمع لهم التبرعات وساعتها لن يذكر أحد لريهام سعيد سواء أزمات الجن والعفاريت وفتاة المول.

مشكلة ريهام سعيد أنها “مش ندمانة ” على ما فعلت، وأنها تعتقد أن “الندم” شعور خاص بضيوفها فقط لا غير.

اقرأ أيضًا:

تفاصيل أصعب 33 يوم في حياة ريهام سعيد

لأول مرة.. الإعلاميون اتحدوا ضد ريهام سعيد

4 أسباب لعدم تعاطف الصحافة مع ريهام سعيد

ريهام سعيد لفتاة المول : أنتي متعرفيش عارفين عنك إيه ؟

ريهام سعيد: الجن أذى فريق “صبايا الخير”

يسري فودة عن ريهام سعيد: إحدى بالوعات الصرف الإعلامي

القومي للمرأة عن ريهام سعيد : نصبت نفسها مدافعاً عن المتحرشين

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا