اترددت كتير أكتب بـ المناسبة قبل ماتش المصري ولا لأ؟ ولو كتبت، أكتب عن المجزرة ولا لأ؟ الأمر بـ جد محير ومحزن، ويوري لك إحنا وصلنا فين؟
مشاعري بـ لا ترتيب، علشان كده هـ أسجلها زي ما هي، فوضوية بـ كل ما فيها من أسى وأمل وعشم فـ ربنا إننا نتجاوز اللحظة، لـ إنها طولت أوي، وباخت أوي أوي أوي.
اللي حصل في بورسعيد يوم 1 فبراير 2012، عمري ما هـ أنساه، والشباب اللي راحوا عمر دمهم ما هـ يبقى مية، وعمر ذكراهم ما هـ تبرد، المشكلة مش هنا، المشكلة هي فـ رقبة مين؟ وإيه علاقة الكورة بـ ده؟ وإيه علاقة النادي المصري، وإيه علاقة بورسعيد؟
اللي الواحد بـ يحس بيه، إنه ما ينفعش نربط ده بـ الكورة، صحيح الفجيعة حصلت في ماتش، بس الفترة كلها كانت كده، والموضوع سياسي، كان ممكن يحصل، بل وحصل فعلا، في سياقات كتيرة، ومواضيع أكتر.
قبل مجزرة بورسعيد بأسبوع، كان الموضوع هـ يحصل فـ المحلة، لولا ستر ربنا، وإحنا طول عمرنا بـ نلعب في بورسعيد، وإن شاء الله هـ نرجع نلعب في بورسعيد، نتخانق، نهتف ضد بعض، نشتم بعض، نعاير بعض، لكن عمرها ما وصلت لـ كده، ولا تنعاد إن شاء الله.
اللي حصل في رقبة المجرمين، اللي محتاجين الأول نحددهم، عن طريق الضغط من أجل محاكمات عادلة وشفافة، لكن بورسعيد، الأبطال، اللي حمونا كتير، أهلنا، حبايبنا، ناسنا، مالهاش ذنب كـ مدينة وكـ بشر، والنادي المصري اللي طول عمره من أحب الأندية لـ قلب الواحد، حتى لو المنافسة بينا جامدة، المصري في القلب، وبورسعيد في القلب، والمجرمين ليهم يوم، طالت أو قصرت ليهم يوم، مسيرنا نعرفهم، ونحاسبهم، وصدقوني الحساب هـ يكون عسير، محدش هـ يفلت.
في الذاكرة حاجات عن بورسعيد والمصري، الواحد ما ينفعش ينساها، من ناحية الكورة.
مين ينسى مثلا نهائي الكاس 1984؟
سنتها كنا خسرنا الدوري بـ فارق نقطة عن الزمالك، وكان الموسم التاني على التوالي اللي نخسر الدوري، وإحنا اتربينا على إن ده كتير، بس إحنا لما كنا نخسر الدوري، لازم نكسب الكاس، مفيش حاجة اسمها سنة تعدي من غير بطولة.
فـ إحنا مشينا فـ الكاس لـ حد ما وصلنا النهائي، وهـ نلاعب المصري، وكان رئيس النادي المصري الله يرحمه سيد متولي، وحاضر بقى في المقصورة، والمصري رغم تاريخه الكروي العريق، كان عمره ما كسب دوري ولا كاس من ساعة انطلاق البطولتين، لـ حد ساعتها.
خلص الشوط الأول لاشيء لا شيء، وبدأت الدنيا تتكهرب، والحكاية كانت ندية على الأخر، والندية زادت في الشوط التاني، ومع مرور الوقت بدأ الكل يتوغوش، صحيح لو انتهى الماتش بـ التعادل فيه وقت إضافي على شوطين، ثم ضربات جزاء، بس محدش من جمهور الأهلي عايز الحكاية توصل لـ كده، لازم نخلص فـ الوقت الأصلي.
ثم تيجي الطامة الكبري، في الدقيقة 77، مسعد نور ياخد الكورة من ناحية الشمال، ويدخل بيها منطقة الجزاء، ويرجعها قطرية ذكية للي جي من ورا، فـ ييجي لها حسام غويبة، يحطها على شمال أحمد شوبير، اللي كان بـ يلعب وقتها لـ إصابة إكرامي وثابت.
الدنيا باظت، والدقايق مرت، لـ حد ما جت الدقيقة 90، فـ كاميرا التلفزيون نقلت على مشهد ظريف جدا، على الحاج سيد متولي، قام، وقعد يظبط الكرافتة، على اعتبار إنه خلاص، هـ يقوم يستلم الكاس من مندوب رئيس الجمهورية.
بس على رأي واحد صاحبي:
مع الأهلي ما ينفعش تتطمن، غير بعد الحكم ما يصفر بـ دقيقتين تلاتة.
علاء ميهوب يستلم الكورة بعد مشهد الكرافتة على طول، يدخل بيها المنطقة، التعادل، ثم إكسترا تايم، نزله لاعيبة المصري مهزومين، فـ علاء ميهوب يصنع التاني خالد جاد الله، ويسجل التالت، ونكسب الكاس.
تاني يوم يطلع مانشيت “المساء” علاء “موهوب”.
إييييه..
يا ريتها تعود الأيام.
قولوا يا رب.