5 أسباب تفسر النجاح السريع لنهار جديد

محمد عبد الرحمن

المعتاد في تقييم نجاح البرامج اليومية سواء كانت مسائية أو صباحية أو حتى وقت الظهيرة الإنتظار حتى مرور عدة أشهر أو ربما عام كامل من أجل قياس مدى قدرة البرنامج على التأثير واكتساب ولاء الجمهور.

من الصعب القول بأن أي من البرامج اللامعة حاليا سواء لأسباب مهنية أو جدلية نجح في تحقيق قاعدة جماهيرية بعد شهر أو أكثر قليلا، غير أن برنامج “نهار جديد” أبرز برامج شبكة تلفزيون النهار في نسخة 2016 سار في الإتجاه المعاكس وجذب الإهتمام وتصدر قائمة “ترند” تويتر عدة مرات في أيامه الأولى.

الكثير من أسباب هذا النجاح يمكن الوصول لها من متابعة التجربة منذ بدايتها وعلى مدى أكثر من أسبوعين، لكنه نجاح يلقى المزيد من المهام على عاتق فريق العمل حتى لا يتحول إلى مظهر مؤقت ارتبط بحماس البداية لأن الأهم في صناعة التلفزيون هو تطور المستوى عن البدايات أو على الأقل الحفاظ عليه كما هو.

أولا : يمكن الإنطلاق نحو تحليل أسباب النجاح السريع للبرنامج من النظر إلى المنافسين، حيث تراجع اهتمام معظم القنوات الخاصة بتطوير برامجها الصباحية وباتت تلك البرامج تمنح لمذيعين فشلوا في تجاربهم التلفزيونية وكأنها مخزن لوجوه لا مجال للاستغناء عنها خصوصا وأن معظم نجوم تلك البرامج فيما سبق إما نفروا منها وذهبوا للبرامج المسائية أو غابوا عن الشاشة لسبب أو لأخر مثل دينا عبد الرحمن ويوسف الحسيني وجيهان منصور وإيمان عز الدين، بالتالي وباستثناء برنامج “صباح أون” الذي يغلب عليه الطابع السياسي يمكن القول أن “نهار جديد” انطلق لينافس نفسه، مع الوضع في الاعتبار أيضا أن هناك فرقا بين البرنامج التلفزيوني الذي يمثله “نهار جديد” وبين التغطيات المفتوحة غير المرتبطة بمذيع معين التي نتابعها على قناة سي بي سي اكسترا.

ثانيا: حالف القناة توفيق كبير في اختيار المذيعين الثلاثة – رغم أن بعضهم لم يكونوا في قائمة الترشيحات الأولى- خالد عليش يتمتع بجماهيرية كبيرة على الراديو وعبر تويتر وهو ما انعكس سريعا على شاشة التلفزيون، أسماء مصطفي من الوجوه التي اكتسبت خبرة في البرامج الصباحية خلال الشهور الأخيرة كما أنها ملمة بالشأن السياسي الداخلي إلى حد كبير بحكم عملها الصحفي وتغطيتها لرئاسة الجمهورية، أما داليا أشرف فرغم أنها لاتزال وجها جديدا لكنها عكست حماس النهار لتقديم وجوه شابة على الشاشة وإن كان عليها أن تقلل الإنبهار بالضيوف وحكاياتهم.

ثالثا : ساهم الفصل بين المذيعين الثلاثة في تقديم الفقرات إيجابا فيما يلي، تقليل مقاطعة المذيعين لبعضهم البعض وللضيوف وعدم وجود أي مشاحنات أو مواقف تصرف انتباه الجمهور عن الموضوع محل النقاش، كذلك تصدى كل مذيع للمجال المتمكن منه لأنه لا يوجد مذيع في برنامج متعدد الفقرات قادر على الحفاظ على مستواه كمحاور أيا كان نوع الفقرة.

رابعا : يعتبر البرنامج هو الأول الذي ينطلق على الهواء بعد تولي ألبرت شفيق رئاسة الشبكة، شفيق يحمل على عاتقة سنوات طويلة من الخبرة في إدارة هذه النوعية من البرامج اليومية وقادر على ضبط الإيقاع بين المذيعين الثلاثة من جهة وفريق الإعداد والتحرير من جهة أخرى، مع الوضع في الإعتبار تمتع الأسماء التي تولت المهمة مثل رئيس تحرير البرنامج محمد المعتصم الكاتب الصحفي بالوطن والمخرج أحمد شفيق بخبرات سابقة في المجال وأيضا بعلاقات قوية مع الوسط الصحفي والسياسي يفتقدها للأسف بعض العاملين في البرامج المنافسة فتجدهم من البرنامج للبيت ومن البيت للبرنامج.

خامسا : الملل قاتل القارئ والمتفرج، يحاول صناع “نهار جديد” منذ اليوم الأول الخروج عن الجدول المعتاد للفقرات في البرامج الصباحية وفي نفس الوقت عدم اغفال الفقرات الخدمية، عندما تستعرض سلسلة من الأفكار التي تناولتها فقرات وتقارير الحلقات الأولى تتأكد أن هناك اصرار على تحديد الملل، على سبيل المثال هذا السؤال ” مسجل اسم مراتك إيه على الموبايل؟”، وإلى جواره نقاش حول “ظاهرة ضرب المدرسين” وحوار مع د.نبيل فاروق، واتصال مع وزيرة الهجرة واستضافة لنائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية، وتقارير يومية عن المرور وأسعار الخضروات والفاكهة والأرصاد الجوية من خلال مراسلي القناة وأبرزهم أحمد عبد الرازق.

اقرأ أيضًا:

النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة

20 ألف جنيه وراء اعتزال تامر عبد المنعم

ماذا فعلت الميديا في أزمة الدرب الأحمر؟

يوتيوب يغلق حسابات القنوات في هذه الحالات‎‎

لماذا لم تنظم جنازة عسكرية لهيكل؟

75 صورة لمحمد حسنين هيكل ترصد تاريخ العرب

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا