عرض فى الفترة الأخيرة أكثر من برنامج أثارت ردود أفعال شديدة عند الناس، وأخص بالذكر برنامجاً عن العفاريت والجن، وبرنامجاً ثانياً عن حالات شذوذ في حمام شعبي، وبرنامجاً ثالثاً عن اختيار أفضل راقصة شرقية. وقامت الدنيا ولم تقعد حول ما يقدمه الإعلام.
وتضاربت الآراء، لكن الثابت في كل ما حدث أن نسبة المشاهدة كانت عالية جداً لدرجة أن البرامج الثلاثة كانت حديث الشارع.. وهنا يأتى السؤال الذي يؤرقني كعاملة فى المجال، وواحدة عملت خارج مصر سنوات وأتيحت لها فرص مشاهدة برامج بلغات مختلفة: هل من المفترض إذاعة مثل هذه البرامج أم لا؟..
شاهدت فى أوروبا برامج وأفلاما تسجيلية تذاع فى القنوات التليفزيونية عن «الملبوسين»، كما يسمون، وهناك برامج شهيرة عن رجال دين يصنعون معجزات، مثل شفاء المقعدين، وتراهم يقومون أمامك، وعلى الهواء مباشرة، بالسير، وبرامج عن الجنس الثالث، وعن يوميات فتيات الليل. تذاع هذه البرامج في أوقات متنوعة ويُكتب تحذير من مشاهدة من هم أقل من سن معينة لها، وهنا على الأهالي أن يلتزموا لا أن يقولوا إن الأمر ما دام في التليفزيون فهو مشاع، وإنهم لن يستطيعوا منع أولادهم من مشاهدتها، فبالتالي يلومون مَن عرضها.. أنا شخصيا مع الإذاعة، إذاعة أى شىء، مناقشة كل شىء، مع تحديد سن المشاهدة. طبعا أستثني من الموضوع الأفلام المخلة التى تذاع على قنوات البورنو حتى لا أجد من يعلق: «إذن أنتِ مع إذاعة هذه الأفلام».
فنحن شعوب تصطاد في المياه العكرة، كما يقال، ولحوار متمدن أنقل وجهات نظر من يعترضون على كلامي، وأضرب أمثلة بالموضوعات الثلاثة التى أثارت الجدل: الرقص، العفاريت، والذين مارسوا أمورا شاذة في حمام شعبي. البعض اعتبر أن الرقص حرام، وبالتالي فإن الله لن يبارك لمن يقدم هذه النوعية من البرامج، هذا ما قيل لي حرفيا، وأنا أرد هنا فأقول: «إن كنت تشعر بأن هذه البرامج حرام فلا تشاهدها، ولكن لا تجعل من نفسك رقيبا يجيز برامج ويمنع أخرى. اقلب المحطة واستغفر»، .. إن كان ما يقدم غير مهنى فما عليك إلا أن تغير المحطة، ومع الوقت لن يصح إلا الصحيح، فكثير من المحال تقدم كشرى، ولكن المتذوق يعرف الكشري المخدوم من الكشري النص نص. والإعلام عبارة عن طبق كشري فيه كل المكونات، وأنت وذوقك، تحبه سبايسي أو نص نص.
نقلا عن “المصري اليوم”
لمتابعتنا عبر الفيس بوك اضغط هنا