محمد شميس يكتب : الى نقيب الموسيقيين.. اعرف يعني ايه "ميتال" وبعدين اتكلم
نقلاً عن جريدة المقال
يوماً بعد آخر يتضح لنا حالة البؤس والتراجع الثقافي والفكري في مجتمعنا المصري، ولكن الكارثة الحقيقية في حال بعض المسؤولين عن أمور الثقافة والفن في مصر فهم أشد جهلاً وتخلفاً ورجعية من عامة الشعب، ولنا في نقيب الموسيقيين هاني شاكر خير دليل، فعندما نصف تصرفات سيادة النقيب بالجهل والتخلف وعدم الإدراك فهذه ليست بمبالغة.
فعندما يخرج علينا سيادة نقيب الموسيقيين على الهواء مباشرة في برنامج “العاشرة مساء” على قناة “دريم” ليعلن بكل ثقة وتحدي وعنفوان أنه قام بإلغاء ثلاث حفلات لفناني موسيقى الـ”ميتال”، وأن تقوم النقابة بإعلانها في بيان رسمي أنها ألغت حفلاً لـ”عبدة الشيطان” بوسط القاهرة، فهذه التصريحات والبيانات لا تدل على جهل هؤلاء المسؤولين والقائمين على أمر النقابة، فهم لا يعلمون ما هو الميتال من الأساس، وإن كل معلوماتهم عن هذه الموسيقى حصلوا عليها من الشائعات الغير معروف مصدرها.
يا سيادة النقيب إذا كنت لا تعلم ما هو الميتال فكان يجب عليك أولاً أن تدرس وتذاكر ما هذا النوع الموسيقى قبل أن ترمي الناس بالباطل وتشكك في دينهم وتربيتهم بسبب جهلك وعدم علمك، ولكن على كل حال نحن سنقول لك ما هو الميتال.
موسيقى الميتال هي التطور والوريث الشرعي لموسيقى الروك الذي يستخدمه الكثير من زملائك المطربين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عمرو دياب في أغنية “خليني جنبك” وحسام حبيب “أجمل قصة حب”، ومحمد منير في أغنية “جنني طول البعاد”، وبالطبع يختلف الاستخدام الموسيقى للروك من فنان لآخر لأن الروك أنواع ومنه يشتق “الهارد روك”، و”السوفت روك”.
أما موسيقى الميتال فهذا النوع يستخدم نفس آلات موسيقى الروك “الجيتارات الكهربائية”، “الدرامز، الطبول”، “الباص جيتار”، وأحيانا الكمان، والفرق بينه وبين الروك هو سرعة الأداء الصوتي الصاخب والمتمرد في طريقة العزف وايا طريقة الغناء وله عدة أشكال ومنها «الميتال الثقيل-Heavy Metal » و«الميتال التقدمي-Progressive Metal » و«الميتال السريع-Speed Metal » و«الميتال القوطي-Gothic Metal ».
ولكنه يظل في الأساس فرعاً من فروع موسيقى “الروك”، ولنا في “الميتال” أمثلة عديدة ومنها فريق “لينكين بارك” الشهير والذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكة عام 1996، واستطاع الفريق أن يصل إلى العالمية في أول أعمالهم “هايبرد ثيوري” الذي أُصدر عام 2000، والذي اعتمد كـ”ألبوم ماسي” من خلال الجمعية التسجيلية الصناعية الأمريكية عام 2005، حيث بيع أكثر من عشرة ملايين نسخة منه بواسطتها، فسنجد أن هذا الفريق يغني موسيقى الروك ودمجها بالراب ميتال واستطاع أن يحقق بهذا المزج شهرة عالمية، كذلك فريق “ميتاليكا” التي ظهرت في لوس أنجلوس عام 1981 وأصدرت الفرقة 9 ألبومات غنائية واستطاع أن تحصل 9 جوائز “جرامي” من أكبر مهرجان متخصص في الموسيقى عبر العالم، وفاز بها ميتاليكا عن طريقة أدائه الـ” هيفي ميتال”.
إذن فإن هذا الشكل من الغناء ليس جديدا على العالم وليس منبوذا بدليل أن الفنانين الممارسين لهذا النوع يحصلون على كبرى الجوائز الموسيقية ويحققون أعلى المبيعات في مختلف دول العالم.
أما بالنسبة للإتهامات الفارغة التي تطلق على فنانين هذا النوع الموسيقى بأنهم عبدة شيطان بحجة ارتدائهم للملابس السوداء واستخدامهم للمكياج والرسم على الوجه، فهذا محض تخلف لأن هذه الملابس تعد من صميم ثقافة موسيقى الميتال، وإذا نظرنا إلى كل شكل موسيقي سنجد أنه له ثقافة مختلفة عن باقي الأشكال الموسيقية، على سبيل المثال “الهيب هوب” والراب، له ثقافة معينة في طريقة ارتداء الملابس الواسعة والكبيرة وارتداء “الكاب” ورسوم الجرافيتي، وبالمثل في الموسيقى الكلاسيكية الأوبرالية التي لها ثقافة مختلفة ايضا عن باقي الثقافات الموسيقية في ارتداء البدل الكلاسيكة للرجال والفساتين للنساء، وأيضاً موسيقى “البوب” التي لها ثقافة مختلفة فنجد الفنانين المنتمين لهذا النوع يقومون بارتداء الملابس الكاجوال والجينز على حسب “الموضة” الشائعة.
أما في مصر لم تأخذ موسيقى الميتال حقها من الإنتشار مثل موسيقى الروك والراب والبوب والجاز، وقد يكون المجتمع غير متجاوب مع هذا الشكل الصاخب، ولكن هذا ليس معناه أن نمنع هذا النوع أو أن نتهم ممارسيه بعبادة الشيطان أو مثل هذه الإتهامات المتخلفة، وكان من الأولى أن يقوم سيادة النقيب هاني شاكر بدعم هذا الشكل من الغناء ويقدم لهم كافة التسهيلات لكي يأخذ حقه في العرض ويعطي للجهمور حق الاختيار والتجاوب أو الرفض لهذا الشكل، بدلا من قمعه والتعامل معه بهذا الأسلوب السيء الذي رأينا.
نصيحة أخيرة للفنان الكبير هاني شاكر، عليك أن تستمع إلى ألوان موسيقية مختلفة عن التي تقدمها أنت في أعمالك، يجب أن تكون مطلع على كل ماهو جديد في عالم الموسيقى، فلا يجوز أن تكون الثقافة الموسيقية لنقيب موسيقين مصر بهذا السوء.
Grammy Awards: أنشئت عام 1959، و هي أحد الجوائز الموسيقية السنوية الأربعة الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية ويقام حفل توزيع جوائز الغرامي في فبراير من كل عام، ومراسم الحفل تشبه إلى حد بعيد حفل توزيع جوائز الأوسكار.
اقرأ أيضًا:
8 معلومات عن صاحب إعلان بيع الرئيس
10 معلومات عن الراقصة التي ظلمها أحمد شيبة
٢٣ دقيقة ساخنة لمرتضى منصور ضد عمرو أديب
5 أسباب تفسر النجاح السريع لنهار جديد
النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة
20 ألف جنيه وراء اعتزال تامر عبد المنعم
.