لم يحسبها الفنان الكبير هاني شاكر صح، لم يقرأ المشهد جيداً، أو أن من يقرأون له المشهد “غرقوه”.. فهو أراد أن يقول إن نقابة الموسيقيين هي حامية حمى الأخلاق في مصر، وأن دورها وقف العري والشذوذ الفني والفكري، وأن من يخرج عن قيم وتقاليد الفن المتعارف عليه سيُضرب بيد من جديد.. لا يا عم هاني مش كدة ومش النهاردة، لو أن هذا تم في ظروف أخرى لصفق لك الجميع، هناك توجه ما فى الحياة الفنية وغير الفنية بأن يُترك الحبل على الغارب، أن تقام الحفلات والصهللة، مش هنخليها حلقة ذكر والله حي ونرجع زمن الدروشة –هكذا كان رد أحدهم علي– عندما اعترضت على ما قرأته من سطور فى رواية أحمد ناجى وقلت إن هذه المفردات “عيب” لو قرأتها فتاة فى الرابعة عشر من عمرها أو شاب فى هذا السن، لأننا لن نستطيع في هذا العصر حجب الرؤية عن الأجيال الجديدة، “ما تقليش إن دا عصر انفتاح”.. الإنفتاح فى الغرب لا يعني أن نكتب فى روايات أدبية تفاصيل لأعضاء الجسم وحركاته بشكل جنسي.. وأن نستعرض أنواع المخدرات والكحوليات التي تصطل الدماغ .
المهم أن الفنان هاني شاكر قدم استقالته ، وهو وإن عاد إلى النقابة فلن يقدم لها جديداً، فهو لم يضع أولويات لدوره كنقيب، وهي أن النقابات ليست فقط دورها محاربة المفسد فى إطار تخصصها، كالفنان والفنانة والطبيب والطبيبة والمهندس والمهندس والصحفي والصحفية.. كل مهنة بها فاسدون.
ولا يمكن إنكار ذلك.. لكن دورها خدمي من الدرجة الأولى، هناك مرضى ومحتاجون وعاطلون عن العمل، وهناك تنظيم، واستحداث آليات لعمل جديد..
أخطأت يا فنان، لست شيخ طريقة حتى تمسك بالعصا وتقف على ناصية النقابة، واللى هتغني بفستان عريان هضربها بالعصا، واللى هيعمل حفلة شياطين والعياذ بالله هولع له البخور وأحرقه فى الفحم.. إحنا فى زمن “أديله في الجركن” و”مهرجانات اللبنانيين”.
نرشح لك – سيد محمود يكتب: إيناس الدغيدي والأسئلة “الوقحة”
.