برنامج “مسرح مصر” ( تياترو مصر سابقا) بزعامة “أشرف عبد الباقي” استطاع تحريك المياه الراكدة فشد انتباه المشاهد جاعلا يوم الجمعة ميعادا لإجتماع الأسرة للفرجة والضحك ونسيان كل المنغصات والمتاعب اليومية وشجع أفرادا وجماعات على الذهاب إلى المسرح بعد أن هجروه وتركوا مقاعده خاوية وليت الأمر وقف عند هذا الحد لقد حرض نجاحهم زملاء لهم على تقليدهم وإقتفاء أثر إبداعهم والسير في درب فنهم فشاهدنا تجارب جديدة لم يتوفر لها مقومات وركائز نجومية ونجاح مسرح “أشرف” الذي تراجع خطوات ليفسح المجال لدماء جديدة فرضت نفسها وأثبتت حضورا وموهبة وقدرة …
وتأتي تجربة النجم “محمد سعد” التي يدعي فيها زورا أنها “وش السعد” لتدفعك لعقد مقارنة ومفاضلة تسفر عن نتيجة ليست في صالح سعد الذي تورط في عمل كان هو قبل جماهيره في غنى عنه لأنه كان كاشفا لتكرار مقيت وفقر شديد وابتذال عنيد وتعنت عتيد وإصرار حديد لابد أن يتوقف معه سعد واضعا له حدا !
إن “سعد” نجم كبير وموهوب بيد أن الموهبة والنجومية لن تجدياه نفعا طالما لا يديرها بشكل يحفظ لها إستمرارها ونموها وتألقها وإن تجربته المسماة بـ “وش السعد” ليس لها من إسمها حظ أو نصيب وسوف تأخذ من رصيده وإن تاريخ سعد ومسيرته توجبان عليه أن يتوقف ويبدأ في نقلة نوعية ترسم ملامح جديدة لمستقبله الفني مبتعدا عن هذه الشخصيات التي ملها الجمهور ونفر منها من كانوا محبين لها معجبين بها في تواريخ سالفة وأعمال ماضية !
على “سعد” أن يقوم بنفسه وطواعية بوضع شخصيات “اللمبي” و”بوحة” و”أطاطا” في متحفه الخاص ويغلق عليهم بابا حديديا ويبدأ مع نفسه وبنفسه محطة جديدة وهذا هو ما يمكن تسميته بـ “وش السعد” في مسيرة “سعد” الذي استطاع أن يضع حدا لأن الحياة الفنية مراحل ومحطات من المهد إلى اللحد يا عم سعد !