محمد صلاح البدري يكتب: عندما يصيبك الإحباط!!

 

أعترف أنني توقفت عن متابعة التعليقات التي يقوم القراء بكتابتها تحت مقالاتي في المواقع المختلفة.. أو حتي في النسخة الإليكترونية للمقالات الورقية.. الأمر بالنسبة لي قد تحول إلي كابوس ..ومتابعة تلك التعليقات قد تحولت إلي طريقة جيدة و سريعة كي تصاب بإرتفاع الضغط!..

والتعليقات في الأساس هدفها زيادة التفاعل بين القارئ والكاتب.. و ربما كانت وسيلة جيدة لتأكيد الفكرة أو نفيها.. باختصار هي  وسيلة جيدة لنقاش إليكتروني متحضر..! إلا أنها لم تعد كذلك  علي الاطلاق.. وإنما تحولت إلي  حرب  يقودها لجان تعرف جيداً ماذا تفعل ..إنها تتعمد أن تهين الكاتب بأي صورة طالما ينتمي للمعسكر الاخر!

إنه التجسيد الإليكتروني لما وصل إليه حال النقاش و الجدال تحت سماء هذا الوادي الطيب!.. فلا أحد مستعد لسماع الآخر.. ولا أحد سيقتنع.. إننا نتحدث و نكتب لمن هو متفق معنا في الرأي فقط.. أما الآخرون .. فلا داعي لأن تبذل مجهوداً معهم.. فلن يقتنعوا ابداً.

المشكلة أنك لن تتمكن من الإفلات .. فرأيك سيتوافق مع البعض.. بينما يرفضه البعض الأخر.. فإذا مدح فريق فيك ستجد الفريق الآخر يسبك بكل ما يمتلك من قوة.. و ستكال إليك الإتهامات من طرف ما بأي وسيلة.. فلا مفر.. لا مفر علي الاطلاق!!

والطريف أنها قد تؤثر مع الوقت علي الكاتب نفسه.. فتجعله يتراجع عن الكتابة في شأن ما.. يعرف مسبقاً أنه سيجلب له الشتيمة ، يحكي أن خلافاً قد نشب بين العقاد و طه حسين في ستينيات القرن الماضي.. فكتب العقاد وقتها سلسلة من المقالات التي يهجو فيها طه حسين..!

والواقع انه كان هجاء قاسياً بالفعل.. ولكنها كانت لوحات ادبية رائعة.. إنها تلك المعارك الأدبية التي كانت تمتع القراء أكثر من كونها تغضب أطرافها..السؤال الذي لطالما دار في ذهني..أنه إذا كانت التعليقات متاحة تحت مقالات الكتاب وقتها..هل كان العقاد سيتمكن من كتابة كل ما كتب؟؟!.. هل كان سيتحمل “التراس” طه حسين و ما سيكتبونه له من تعليقات..؟!

الإجابة في الأغلب هي لا.. وربما كنا سنخسر أجمل ما كتب العقاد في أدب الهجاء!.. بل ربما كان كلاهما قد آثر السلامة و لم يصعد الخلاف بينهما.. حتي يتقي شر الهجوم عليه من أنصار الآخر!!

يقولون أن الفرق بين السينما و المسرح هو البعد الثالث.. الجمهور.. في السينما لا يواجه الممثلون من يشاهدونهم وجهاً لوجه.. ربما يصفر الجمهور استهجانا في الصالة بينما يستمر الفيلم في العرض بصورة عادية.. بل ربما لا يعرف الممثلون أساساً بعدها رد الفعل!.. أما في المسرح فالجمهور يحكم علي ما يراه بصورة مباشرة.. ربما تجد أحدهم قد تدخل في حوار الممثلين بصوت مرتفع ليفسد مشهداً درامياً.. و ربما تجد ممثلاً قد أصابه الإحباط حين يلمح أحد المشاهدين نائماً “يشخر” بينما هو في قمة الإنفعال في مشهد “الماستر سين” كما يقولون..!

لقد حولت تلك التعليقات الكاتب إلي ممثل مسرحي يعرض إبداعه أمام الجمهور.. بدلاً من ان يختبئ خلف صفحات الكتب كما كان معتاداً من قبل..

المشكلة أن الكثير من المواقع تسمح بعرض تعليقات القراء من مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة .. و هو يعني أنها لا تمر علي من يقرأها أولاً و “يفلترها” قبل أن تراها تحت مقالك!.. أحمد الله أن هذا الموقع لا يفعل ذلك .. وإلا لوجدت سيلاً من الشتائم و الاتهامات بالجهل والعمالة .. و ربما التجسس لصالح دول اجنبية تحت هذا المقال!

أعرف انكم تتهموني الآن بالتهويل و المبالغة.. و ربما الغرور أيضاً..و لكنني سأعرض عليكم بعض التعليقات التي كتبت تحت أحد مقالاتي التي كانت تتحدث عن وجوب إعمال العقل في أزمة الأطباء الاخيرة..فقط لتعرفوا كم أصبح الكاتب يعاني..!

جمال زهران:

– أنتم الأطباء أسوأ خلق الله كلكم جشعون و تريدون أن تنهبوا المرضي، اتقوا الله فينا

النسر المصري:

– أنت كلب و منافق و حقير.. و الافضل ان تبحث عن عمل آخر.. و يحيا الرئيس و تحيا مصر

د.احمد الفولي:

-#ادعم_نقابة_الاطباء

مدام ماجي:

-الاتباء مش محترمين و دروري الشرتة تأدبهم

أشرف أبو ياسين:

-اتقوا الله في البلد بقي ، إنت عميل للاخوان و البرادعي و حمدين و باسم يوسف و امريكا و اسرائيل!

الاميرة الحزينة:

-تعرف علي افضل الطرق لتفتيح البشرة.. ادخل علي بروفايلي لتشاهد المزيد!

العقرب العقرب:

-تحيا مصر و السيسي !

أبو عاصم :

-هذا ما جناه الانقلاب علي المجتمع.. وأنت أحد من الذين ناصروه ، إشربوا بقي

النسر المصري :

– (ابوعاصم).. اخرس يا خروف!

 

المشكلة انني دخلت علي بروفايل الأميرة الحزينة.. و لم اجد شيئاً!

هل أدركتم الآن كم يصيبني الإحباط؟!

 

اقـرأ أيـضـًا:

محمد صلاح البدري يكتب : عن فن إساءة الأدب!

محمد صلاح البدري يكتب : حين يرهقنا التظاهر بالحياد!

محمد صلاح البدري يكتب : في الروضة.. حيث ترى الحقيقة!

محمد صلاح البدري يكتب:مغامرات ميكروفون الجزيرة!!

محمد صلاح البدري يكتب: البرلمان المصري.. مش هتقدر تغمض عينيك!! 

محمد صلاح البدري يكتب: باسم يوسف.. والعجوز التي لا تضحكني ابداً..! 

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا