مجلس النواب المصري له تاريخه التليد وتجربته الثرية وعدد مقاعده (اللي هية ) في هذه الدورة البهية … ويتوقع المرء العاقل المراقب أن تتنوع فيه الأفكار والتيارات والمشارب ! خاصة بعد أن تعدى عدد المقاعد الحدود وجاوز السدود ولم يعد هناك متسع للأخذ والردود! فإذا جاءت أفكار شاذة ومواقف يرفضها البرلمان والضمير الجمعي ولا تبتلعها جموع الشعب والأمة فإن ذلك يصبح أمرا عاديا ونهجا فرديا…
إن الشاذ والغريب والعجيب ليس سلوك النائب عماشة وإنما هو موقف النخبة والمثقفين وصناع الإعلام الذين بالغوا في ردة فعلهم وكبير إنتقادهم مما حمل الأمر أكبر من طاقته وأخرجه عن سياقه ونكهته !
إن سلوك النائب يشكل خرقا واعوجاجا يمثل نسبة ضئيلة لا تتعدى واحد إلى ستمائة وهو عدد مقاعد مجلس النواب تقريبا فلما كان الضجيج والجلبة ؟! ولماذا كان الصراخ والعراك في الحلبة ؟!!
إن البرلمان ومؤسسات الدولة والمجتمع والرأي العام أكبر من أي سلوك فردي أو طيش صبياني أو بله إنساني أو زيغ سياسي أو نزق إعلامي أو عبط إرادي…
إن قوة المجتمع وتماسك بنيانه ووحدة نسيجه
ونضوج نخبته وثقة جموعه في نفسها ووضوح هدفها ومعرفة طريقها ،كل أولئك يقطع بالتغاضي وعدم الإلتفات وإهمال هذه الحماقات والترهات التي لا تنتج أثرا ولا ترتب أمرا لأنها بمثابة فرقعات يخرجها الإنسان وتلزمه بتجديد وضوئه إن كان يصلي ..
إنني لا أعيب على عماشة لأنه ممثل بارع وقادر على جذب الإنتباه بشكل رائع ! ولكني أعيب على من يسلطون الأضواء ويهينون سلم الأولويات ويعانون من الإستجماتزم عندما يفقدونا بوصلة الإهتمام ويبعدونا عما هو جاد ولازم إلى ماهو تافه وغائم…
إن الإعلام عندما يصدر لنا مشاهد عبثية ومواضيع بلهانية يفرد لها مساحات فإنه يرتكب معاصي مهنية ويقترف طواعية آثاما موضوعية تنذر بكوارث دماغية ورسائل عبثية تستدعي تدخلا وقائيا وعلاجا آنيا من قبل مؤسسات الصحة قبل المؤسسات الإعلامية وإني انتهز هذه الفرصة لأطالب بضرورة وجود خبراء من وزارة الصحة في تشكيل المؤسسات الإعلامية المزمع إنشائها وهي الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للصحافة والإعلام ولعل هذا المقترح أن يساهم في تصحيح مافسد ودرء ماقد يستجد من أضرار ليس لها حد !
هذا من الناحية الإعلامية التي فيها نعمل ونفهم أما بالنسبة للأداء البرلماني والممارسة النيابية فنقول إنه أمر يقرره النواب مراعين قواعد المعاهدات الدولية وآداب الإتفاقات العالمية بما لا يمس مصالحنا العليا وحقوقنا الدنيا..
أما عماشة فدعوه يكمل مايمارسه في بلاد الأدغال لأنه مازال يضحك علينا ويسخر منا !!
غير أني أرى بكل موضوعية أن إستخدام الحذاء لن يحل أصل الداء والأمر يحتاج لحكمة ودواء حتى لا يستفحل الوباء ! وببساطة نقرر وبمنتهى الهدوء أن إستخدام الجزمة لن يحل الأزمة وليس له (لزمة) !!!