رائد عزاز يكتب: أبو تريكة ليس شيطانًا ولا ملاكًا!

رائد عزاز - خاص للمقالات
رائد عزاز

نقلًا عن جريدة المقال

لجنة التحفظ علي ممتلكات الأفراد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في مصر أحالت أول من أمس 1365 شخصا للنيابة العامة أستكمالا للأجراء الذي كان قد إتخذ خلال شهر مايو الماضي بمنعهم من التصرف في أموالهم علي خلفية أتهامهم بتمويل نشاطات تخريبية للجماعة الأرهابية. أبرز الأسماء الواردة بالقرار هو محمد أبو تريكة الذي أشتعلت بسببه شبكات التواصل الأجتماعي و كادت أن تنفجر من كم الأراء المدافعة عنه و المهاجمة له , فضلا عن تصدر هاشتاج (تريكة خط أحمر) لقائمة الأكثر تداولا علي موقع تويتر.

النائب العام كلف نيابة أمن الدولة العليا بالتحقق من الحيثيات قبل البدء في إتخاذ الأجراءات مما يعني أن قرار الإحالة لم يصدر بعد رغم تأكيد أعضاء اللجنة علي توافر دلائل حقيقية و قرائن فعلية تثبت الإدانة الجنائية التي سيقرر القضاء لاحقا مدي صحتها و مصداقيتها طبقا لما سيعرض عليه من أوراق.

كلنا يعلم أن قواعد الحق و العدل و المنطق لا تبيح محاسبة إنسان علي أفكاره و توجهاته السياسية السلمية , لكنها في نفس الوقت تسمح للمجتمع بمعاقبته إذا أقترنت معتقداته بأفعال من شأنها الإضرار بالبلاد و العباد , فهل نقبل نطبيق ذلك المبدأ بشقيه علي محمد أبو تريكه بأعتباره مواطن عادي يخضع للقانون الساري علي الجميع أم نعتبره قديسا لا يخطيء و لا يمس كما يصوره لنا عشاقه و مريديه؟.

تعالوا لنستعرض عددا من صفاته و تصرفاته كي ندرك معا أنه ليس ملاكا و لا شيطان بل مجرد بني أدم له ماله و عليه ماعليه….

أولا : الإيجابيات و المأثر:

— معظم الخبراء يعتبرونه أفضل موهبة كروية ظهرت في الملاعب المصرية بعد أعتزال الخطيب , قاد الأهلي و المنتخب الوطني للتتويج بطولات عديدة أسعدت ملايين المشجعين و منحتنا الصدارة الكروية داخل القارة الأفريقية.

— تمتع بأخلاق كريمة طوال مشواره و لم يثر يوما مشكلة مع الزملاء أو المدربين بل كان دائما مثلا يحتذي في التواضع و الألتزام بالسلوك القويم. قدم كثيرا من التضحيات المادية و رفض كل العروض الأحترافية من أجل فريقه.

— قام بالدور الأكبر في مساندة أسر ضحايا ملعب بور سعيد حيث زارهم جميعا من أجل تقديم واجب العزاء و ساعدهم ماديا في الخفاء دون ضجة إعلامية , كذلك أسهم بفاعلية في تمويل كثير من المشروعات الخيرية.

— لم يخطيء أبدا في حق أحد و لم يرد مطلقا علي حملات التشكيك المغرضة حين قبل العمل محللا بقنوات بي أن سبورت القطرية التي تضم بين صفوفها أسماء مصرية أخري كثيرة لم تتعرض لأي نوع من الهجوم أو التجريح.

ثانيا: السلبيات و المأخذ :

— تصرفاته خلال عامه الأخير بالملاعب تنافت مع مباديء ناديه و تجاوزت دوره كلاعب مثل : تخلفه المتعمد عن خوض مباراة السوبر بدعوي سوء حالته النفسية , رفضه أستلام ميدالية الفوز بالبطولة الأفريقية من الوزير طاهر أبو زيد ممثل الدولة , إنتقاداته العلنية الجارحة لقيادات الجيش عقب العودة من موقعة بور سعيد رغم موافقتة علي إستقلال الطائرة الحربية التي أرسلتها نفس القيادات لأنقاذه هو و زملائه!.

— أعترافاته اللاحفة بخداع الحكام للحصول علي مخالفات و ضربات جزاء وهمية أسفرت عن تسجيل أهدافا غير شرعية تدفعنا لطرح عدة أسئلة دينية و أخلاقية :هل المكافاءات المالية التي حصل عليها (الشيخ محمد) نتيجة هذا الفوز المغشوش تعتبر حلالا أم حرام؟ هل ندم فعلا علي الذنب الذي أرتكبه و حاول التكفير عنه أم أنه أكتفي بالأستغفار فقط؟ لماذا سكت طوال هذا الوقت و لم يعترف إلا بعد الأعتزال؟.

— عدم قيامه بالإدانة العلنية لكافة العمليات الأرهابية التي حصدت أرواح كثير من المصريين مدنيين و عسكريين , في حين أنه لم يفوت فرصة أو مناسبة لكتابة تعليقات علي أمور أخري أقل أهمية و أكثر سطحية.

— لم يمتلك الشجاعة اللازمة للأفصاح عن إنتمائه للجماعة المحظورة رغم أن معظم علاقاته الأجتماعية و أستثماراته المالية تقتصر علي أفراد و هيئات معروفة بتبعيتها الصريحة لهذا الكيان الذي لفظه الشعب.

يا سادة يا كرام… هناك فارق بين الأعجاب بلاعب فنان و بين قبول تصرفاته كإنسان.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك إضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: مثقفون يعشقون الكرة بجنون!

رائد عزاز يكتب: ورا مصنع الكراسي!

رائد عزاز يكتب: رسالة إلي ابننا حازم إمام

رائد عزاز يكتب: ميدو بيحب السنونو!

رائد عزاز يكتب: دولة الألتراس

رائد عزاز يكتب: مسائل جنسية في الشئون الكروية!

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا