اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى منذ الأمس و حتى اليوم بحالة من الغضب العارم من قبل المستخدمين المصريين إثر مشاهدتهم لفيديو يظهر مراسلة اليوم السابع و هى تعجز عن النطق بسؤال مفيد لـ ليوناردو دى كابريو بعد حصوله على جائزة الاوسكار كأحسن ممثل للعام الجارى. السبب الاكبر لغضب العامة من المصريين كان حالة السخرية التى سادت المؤتمر الصحفى التالى لحفل توزيع الجوائز عقب توجيه المراسلة لسؤال مكرر لدى كابريو بلغة انجليزية ركيكة لم يتمكن المسئول من فهمها الا بعد اعادتها له بنفس الاسلوب المزرى.
المراسلة، المنتشية بتغطيتها الاولى لهذا الحدث الجم،قررت ان تشارك العالم معها فخرها و اعتزازها بنفسها بقولها انها اول مراسلة مصرية تغطى حفل الاكاديمية عبر تاريخها، و هى معلومة لا اهمية لها لدى الحاضرين على الاطلاق، كما انها معلومة مغلوطة فى الاساس كما اشار زميلى شريف حسن الصحفى بالموقع الرسمى للاتحاد الافريقى لكرة القدم، حيث ان المراسلة المتباهية لم تتحمل عناء البحث لتعرف ان مذيعى التلفزيون المصرى كيوسف شريف رزق الله و سلمى الشماع و سمير صبرى كانوا قد سبقوها لتغطية نفس الحدث من مقره فى سنوات مضت. صحفى بموقع لتغطية اخبار كرة القدم الافريقية لديه من المعلومات عن التغطية الصحفية الفنية اكثر بكثير من المراسلة التى بعثت لتغطية الحدث الفنى الاكبر فى العالم!
الخجل الاكبر و الذى جعلنى امسك رأسى بيدى اكثر من مرة اثناء مشاهدة الفيديو سببه ان تلك المراسلة ببساطة هى ممثلة للصحافة المصرية ككل بل و ممثلة لمصر كلها فى هذا الحدث. عجزها عن تحدث الانجليزية بالشكل المناسب بالاضافة لتوجيهها سؤال تكررت الاجابة عليه عدة مرات من قبل دى كابريو هو واجهة سلبية للمصريين امام العالم – و احنا مش ناقصين صور سلبية.
اما غضب المتابعين من الاعلاميين المصريين كان له اثر خاص، فالالاف من الصحفيين المصريين يحلموا بنيل تلك الفرصة فى تغطية مثل ذلك الحدث، و جميعنا نفكر فى كم الترتيبات التى سيعكف كل منا على تحضيرها لاسابيع من اجل الظهور بمظهر جيد و توفير خدمة اعلامية مميزة للجمهور المصرى اذا ما اتيحت تلك الفرصة لاحدنا. و اذا كانت المراسلة لا تجيد الانجليزية بطلاقة فعلى اى اساس تم اختيارها لتغطية حدث بهذه الاهمية! مما يظهر الوجه الاكبر للمصيبة و هى ان القائمين على ادارة اليوم السابع بالقطع ليست لديهم من المعرفة بحيث يمكنهم تحديد اختيارات صحيحة فى هذا الصدد.
كذلك و كما اشار زميلى حسن، كل من تابع تغطية اليوم السابع للحدث لم يجد ما يميز الموقع عن اي من المواقع و الجرائد و القنوات التلفزيونية التى قامت بتغطيته فى ظل غياب مراسليهم عن قلب الحدث! اذن اين الاستفادة من الدفع بالمراسلة التى لم تقدم اى جديد؟ بل و اساءت الى مصر و الاعلام المصرى بافتقارها للمهنية و لابسط وسائل التعامل فى تغطية مثل تلك الاحداث! لربما ابالغ فى ردة فعلى الا اننى لا يمكننى التوقف عن تخيل الانطباع الذى تركته المراسلة لدى باقى المراسلين بالمؤتمر، بل و لدى دى كابريو و المخرج جونزاليس انياريتو الذان حضرا المؤتمر: اذا كانت هى افضل ما لدى الصحافة المصرية ليرسلوها الى الاوسكارز فكيف يعمل بقية الصحفيين المصريين!
المشهد الثانى و الافضل نسبيا كان لمراسل شبكة او اس ان خالد منصور من قلب السجادة الحمراء. لا يمكن الا القول ان اى مراسل كان سيظهر بشكل افضل بعد الاداء المخجل لمراسلة اليوم السابع. احمد موسى نفسه كان ليكون افضل منها. منصور يتحدث الانجليزية بطلاقة كما ظهر فى حديثه مع نجوم هوليوود، كما انه ليس مراسلا بالاساس بل هو – و كما يطلق على نفسه – “كوميديان” و بالتالى قد يغفر له مالا يغفر لمراسل محترف.
الا ان منصور قرر ان يستغل الفرصة فى القاء بعض القفشات على غرار ابلة فاهيتا بمهرجان دبى. لكن منصور ليس ابلة فاهيتا و الاوسكارز ليست مهرجان دبى. فانا كمتابع للسينما العالمية تنحصر اولوياتى فى مشاهدة احاديث مفيدة و ممتعة مع افضل نجوم الفن السابع بالعالم. اريد ان اعرف منهم انطباعاتهم عن الحفل و عن توقعاتهم للجوائز و عن الاعمال الفنية المشاركة او حتى عن الازياء التى يرتدونها بالحفل، الا ان القفشات و التحفيل و تمصير المواقف هى اخر ما يهمنى فى هذا الصدد. و اذا كان منصور “الكوميديان” لا يمكنه الا محاولة اضحاك المشاهدين فلماذا لا ترسل شبكة بحجم او اس ان بمن يمكنه فعلا اجراء احاديث جادة تثرينى كمشاهد؟
منصور حمل ميكرفونات تحمل لوجوهات لكل من الشبكة بالاضافة للوجو برنامج ساترداى نايت لايف الكوميدى بنسخته العربية، و ربما كانت محاولته – الغير ناجحة من وجهة نظرى المتواضعة – لاضحاك المشاهد ما هى الا فقرة ترويجية للبرنامج الهزلى الذى يعرض على نفس الشبكة. لكن حبا بالله، اذا كانت شبكة ما تدفع الملايين من اجل الحصول على الحقوق الحصرية لنقل الاوسكارز فى الوطن العربى، فهل من اولويتها استخدام فقرة السجادة الحمراء فى الترويج لبرنامج اخر؟! هذا كاستخدام المباراة النهائية لكأس العالم من اجل الترويج لمباريات الدورى المصرى لكرة القدم.
حقيقة الامر ان كلا المشهدين اظهرا اهدارا كبيرا لفرص عظيمة تأتى للبعض و تكلف مشغليهم اموال طائلة. و يبدو و كان هذا الاسلوب اصبح متبعا فى كافة المجالات بالاعلام المصرى الذى يشوبه نقص الكفاءة فى اغلب الاحيان. عزائنا الوحيد اننا نعلم ان لدينا العديد من المحررين و الرؤساء الاخرين الذين يمكنهم تحقيق الاستفادة القصوى من فرص كهذه. فقط علينا التوجه بالدعاء حتى ياتى يوم ما و تعهد تلك المهام لهؤلاء المؤهلين فعلا على انجازها بافضل صورة ممكنة.
.