محمد إسماعيل يكتب: دليل المعارضة والرئيس في عصر تويتر والفيس

أثار خطاب الرئيس السيسي بمناسبة إطلاق “رؤية مصر 2030″، الأربعاء 24 فبراير الماضي، موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات، سوف تجد ملايين النصائح والتلميحات والـ Tips على الشبكة العنكبوتية، جرّب بنفسك، سواء كنت تصنع طائرة ورقية أو تحشو السجق أو تريد تلميع سيارتك أو حتى تقوم بإعادة هيكلة مؤسسة أو شركة أو حتى تحاول المساهمة في رفع معدلات النمو الاقتصادي، فسوف تجد عددًا لا حصر له من النصائح، ما يدفع لاستكشاف نصيب المعارضة والرئيس من هذا الكم الضخم من النصائح والـ Tips.

ولأن قيمة المرء في ما يتقنه، يناضل المخلصون في أي وسط لرفع لواء الإتقان ويدعون إليه دون كلل أو ملل. سياسيًا، وعقب ثورتين، وحّدتا إرادة المصريين بصورة غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر في 25 يناير2011، و30 يونيو 2013، يخطيء من يعتقد أن رفعة الوطن سوف تتحقق واقعًا ملموسًا بإتقان أداء السلطة الحاكمة وحده أو بإتقان أداء المعارضة وحده، خاصة بعد التغيير الكبير الذي طال كل شيء في المحروسة وهو تغيير أسوق دليلاً عليه مما قرأت من خواطر وذكريات رئيس تحرير هذا الموقع قبل بضعة أيام، فقد كان يعقد مقارنة لافتة بين مواطن بسيط في 2006م، اقترب من فنان أكسبته أدواره الدرامية في مسلسلات وأفلام استخباراتية قدرًا من الهيبة وقال له: “عايز اسلم على حضرتك بس خايف”، وبين ذات المواطن الذي صار له في 2016م حساب على تويتر، ويتابع من خلاله أراء الفنان السياسية ويمكنه عمل منشن له والرد على آرائه دون أن يخاف، هو إذن التغيير الذي يسمح، ولو نظريًا، لكل مصري يتمتع بالحق في ممارسة حقوقه السياسية بأن يترشح في الانتخابات، ليصبح غدًا أو بعد غد رئيسًا للجمهورية.

أولاً: دليل المعارضة

1- كن موضوعيًا، وانتقد ما يستحق الانتقاد فقط.

2- قم بتوثيق كل شيء بالأرقام والمستندات، واستخدم تصريحات المسؤولين الرسميين والمعلومات المتوافرة من المصادر الموثوقة.

3- احترم وعي الشارع، لأنه لن يصدقك إذا اخترت الطريق السهل ولجأت للأكاذيب لدعم مواقفك.

4- تعلم كيف تحدد أنسب الأوقات للكلام وأولى الأوقات بالصمت.

5- لا تسب الشعب مهما بلغ إحباطك.

6- اضغط باتجاه الحلول العملية وارفعها لأعلى المستويات.

7- انضم لحزب يوافق تطلعاتك وآراءك السياسية، فإن لم تجد واصل السعى لتأسيس حزب جديد وقوي.

8- السخرية مثلها مثل أي سلاح، قد تحقق لك النصر، أو تخذلك، فتكون الهزيمة من نصيبك.

ثانيا: دليل الرئيس

1- مهما كنت مخلصًا ودؤوبًا احذر محدودي القدرات والطبالين.

2- تجنب الارتجال في خطبك، وإن كنت لابد فاعلًا، اعرض ارتجالك على 3 ممن تثق بهم في ‘بروفة’ لتعرف ردود أفعالهم، وقم بإجراء التعديلات اللازمة، وبهذا لن يكون ارتجالًا، ومن فضلك عد للكلمتين الأولى والثانية من هذا البند مجددًا، يعني “تجنب الارتجال”.

3- لا تنظر لكل المخالفين كمخربين سيدمرون الوطن لأنهم يستهدفون مصالحهم فقط، فهذه ليست الحقيقة، وكلما بحثت عن مخلصين ستجد منهم الكثيرين، ربما أكثر مما تتخيل.

4- لا تنظر لكل شيء على أنه نموذجي ويمضي في الطريق الصحيح، اجتهد لترى الوقائع على الأرض فربما كانت تقول غير ذلك.

5- لا تنظر إلى الانتقادات التي توجه لسياستك على أنها by default من منطلق الحقد والكره وليس الرغبة في الإصلاح وتصويب الأخطاء وتعديل المسار.

6- انهيار العملة المحلية، وتجبر الشرطة لدرجة القتل، وتدني الخدمات في الصحة والتعليم، وانهيار السياحة وشيوع الفساد وتردي الإعلام، مشاكل وتحديات حقيقية لها حلول مؤكدة ومجربة، فنحن لا نعيش على هذا الكوكب وحدنا، ولا نخترع العجلة.

7- تجنب التناقضات، فلا تذهب في آن واحد وفي نفس واحد إلى التأكيد على أن الخطر كبير، وتؤكد على أنك دحرت الخطر وانتصرت عليه، نفتح الشباك أم نغلقه؟

8- ليس بالطرق والكباري فقط تنهض الأمم، فأهم كوبري وأهم جسر هو الذي سيوصل الصغير والكبير إلى يوم ينعم فيه الجميع بالعدالة وسيادة القانون.

9- وسع دائرة من تعتمد عليهم من الكفاءات مهما تباينت مشاربهم.

اقرأ أيضًا:

محمد إسماعيل يكتب: الإسم إيجيبت والحلم خلافة روبرت موجابي

محمد إسماعيل يكتب: رأي نور الشريف في داعش والسنة والشيعة و11 سبتمبر

محمد إسماعيل: الجزيرة تهين أمير الشعراء

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا