للحركات التي يقوم بها الإنسان، من خلال استخدام يديه أو تعابير وجهه أو قدميه أو نبرات صوته أو هزّ الكتف أو الرأس، مدلولات وتفسيرات تعكس ما يضمر في داخله من أحاسيس مختلفة، تتعلق بالكره والحب، الفرح أو الحزن، الكذب أو الصدق، الغضب أو الارتياح… وهذا ما يعرف علمياً بلغة الجسد. ولأن للغة الجسد، اختصاصيين فيها، يشرح نضال نصر الله، لغة جسد نجوم «آراب آيدول»، «الظاهر منها والباطن» ويفسر لنا ما تعنيه كل حركة من حركاتهم. هذا التحقيق يرتكز على إحدى حلقات برنامج «آراب آيدول» وعلى بعض الصور المنشورة على مواقع إنستغرام لـ نانسي عجرم وأحلام ووائل كفوري وحسن الشافعي.
توتر أحمد فهمي وأنابيلا هلال
يقول نضال نصر الله: «بالنسبة إلى أحمد فهمي وأنابيلا هلال فهما يخاطبان الجمهور انطلاقاً مما يقرآنه على الشاشة، وهذا الأمر يجعلهما يتكلمان بطريقة بطيئة من ناحية، ومن ناحية أخرى يمنع تركيز نظرهما إلى الناس، ما يعني غياب الاحتكاك بالنظر».
ويتابع نصر الله: «أنابيلا هلال تقف بشكل مائل، لا أعرف إذا كانت تعاني من مشكلة جسدية. نلاحظ دائماً أن إحدى كتفيها أعلى من الأخرى، وخاصة الكتف التي تثبت عليها الميكروفون. في بعض الأحيان، تدلّ هذه الحركة إلى نوع من الحماية أو الدفاع، بمعنى أنها تقف على مسرح له رهجته وهيبته، وربما هذه الحركة لحماية نفسها بطريقة غير مباشرة. إلى ذلك، تمسك أنابيلا الميكروفون بيديها الاثنتين عندما تتكلم، وحين لا يكون الشخص مرتاحاً بوقفته، فإنه يحاول أن يعزل نفسه».
بالنسبة إلى أحمد فهمي، فيضع يده في جيبه طوال الوقت، كما يرى نصر الله ويوضح: «أولاً، هو ليس «موديل»، وثانياً، من يضع يده في جيبه تعني وكأنه يحاول أن يخفي شيئاً أو ربما قد يكون نوعاً من التوتر. كما ينقل الميكروفون بين يديه بصورة مستمرة، وكأنه يشعر أنه «مش ظابط» عندما يمسكه باليد اليمنى. فينقله إلى اليد اليسرى والعكس صحيح. في حين أن الشخص الواثق من نفسه، يستمر في الكلام وهو يمسك الميكروفون بيد واحدة ويعبّر باليد الأخرى».
حركة أحلام صبيانية
أما عن تصرفات أعضاء لجنة التحكيم وكلامهم، فيقول نصر الله: «في إحدى الحلقات وعند دخول لجنة التحكيم إلى المسرح، ركضت أحلام وسبقت الجميع وجلست على الكرسي، وهذه حركة «صبيانية». عادة، من يتصرف بهذه الطريقة يعتبر نفسه أنه الأهم، ومما يؤكد ذلك طريقتها في الكلام، وكأنها حجر الأساس في «آراب آيدول». أثناء الجلوس، هي «تنفخ نفسها» بينما أعضاء اللجنة الثلاثة الباقون، يتقوقعون على أنفسهم، ويضعون مرافقهم على الطاولة وهذه الحركة «تصغّر الإنسان»، ولأن الميكروفون يكون في الوسط فإنه يساهم بـ «تصغير حجمهم»، بينما تبدو أحلام منفوخة دائماً. وعندما تتكلم عن الآخرين تكون يداها خارج جسمها باتجاه المسرح. وعندما تتحدث عن نفسها، تصبح يداها باتجاه جسمها، وهذا يعني أنها تشغل مساحة كبيرة. وعادة، فإن الشخص «الكاريزماتيك» أو صاحب السلطة الذي يعرف أنه كذلك، يتصرف بهذه الطريقة».
ويضيف نصر الله: «تحرص أحلام دائماً على وضع يدها على الطاولة، وكأنها لها وحدها، وعندما تتكلم فهي تفعل ذلك بطريقة وكأن البرنامج أعدّ لها وليس موجهاً إلى الناس، وهذا يبدو من حركة جسمها، ومن طريقة كلامها، وعندما يقاطعها أحد تسعى إلى مقاطعته. إلى ذلك، ذكرت أحلام نقطة ليست في مكانها، وتشير إلى حساسية. فهي عندما سئلت عن موضوع النجومية، أجابت عن الغرور ولم تتكلم سوى عن نفسها، وقالت «الغرور شيء سيئ بالنسبة إلى الفنان ويقولون عني مغرورة وأنا لست مغرورة، من يكن مغروراً معي أكن مغرورة معه ومن يكن متواضعاً معي أكن متواضعاً معه». أي أنها تحدثت عن نفسها ولم تتحدث عن المشترك أو المشتركة اللذين يقفان أمامها، لكي تقدم لهما النصيحة، وهذا يعني أنها تعتبر نفسها المحور الأساسي في البرنامج».
ويرى نصر الله أن أحلام تجيد التصرف مع الجمهور، ويوضح: «عندما تتكلم أمام الكاميرا، ويعلق أحد الحضور، تضحك وتستدير ويصفق لها الجمهور. ولا أعرف ما إذا كانت حركة الجمهور تتم بإيحاء من مدير المسرح أم أنه يتفاعل معها فعلاً. أحلام «وحشة كاميرا».
بالنسبة إلى نانسي، وكما يقول نصر الله، «لفتت نانسي نظري، عندما تم التحدث عن موضوع النجومية، فهي أشارت إلى بعض النقاط، ثم قالت: «سؤالكم واحد وجوابنا واحد». وكان كفها «معكوفاً نزولاً نحو الأرض» ويدها أعلى من الطاولة وعلى مستوى جسدها وهي محاولة لضغط الآخر والقول «هذا قراري» أو جوابي، وهذه الحركة هي استعمال للسلطة، أي أن الشخص وكأنه يضغط الهواء من تحت يده.
بالنسبة إلى وائل وخلال غناء المشترك الفلسطيني هيثم خلايلي لأغنية «على بابي واقف قمرين»، كما يقول نصر الله «كانت الكاميرا قريبة منه جداً وبدا واضحاً أنه غير سعيد، لأن يده اليمنى على شكل «بوكس» (لكمة) وبيده اليسرى يمسك الطاولة، وهذا يعني أنه يمسك نفسه أو أنه يريد أن يضرب هيثم بـ«البوكس». ربما هو طلب من هيثم شيئاً ولكنه لم ينفذه، وفي مقطع آخر أرخى وائل برأسه لفترة طويلة نحو الأرض، إلى أن عاد وضمّ قبضتيّ يديه ومن بعدها وضع يده على فمه، وهذا دليل على عدم إعجابه بما يراه أو يسمعه، وبأنه يكبح نفسه عن الكلام».
نانسي ووائل
كلاهما قريبان في هذه الصورة من بعضهما، وهذا يعني أن كليهما يدعم الآخر. لكنّ نانسي تميل إلى ناحية وائل الذي يبدو جامداً، ولكنه يميل نوعاً ما إلى ناحيتها واضعاً يده وراء ظهرها، وكلاهما ينظر في اتجاه واحد، وهذا يدل إلى وجود تناغم وانسجام بينهما. عادة، إن الأشخاص القريبين من بعضهما والذين يتشابهون في التصرفات يقتربون من بعضهما، كما يحصل مع نانسي التي تحاول أن تؤكد أنها قريبة جداً من وائل وتدعمه، ومعجبة بأفكاره وشخصيته، لأن الإنسان يميل عادة في الصورة إلى الشخص الذي يعجبه ويبتعد عن الشخص الذي لا يعجبه.
نانسي وأحلام
عادة، الشخصان اللذان يرغبان بمحاربة بعضهما، يديران ظهرهما إلى بعضهما. وهذه الحركة كانت معروفة قديماً حيث كنا نشاهد مقاتلين يحملان مسدسين أو سيفين، ويديران ظهرهما لبعض استعداداً للقتال. من يدير ظهره إلى الآخر، فهذا دليل إلى عدم الاهتمام به، مع رغبة بالاحتفاظ بمساحة خاصة لنفسه. أحلام تبدو وقد وجهت صدرها ووجهها وبطنها إلى ناحية، بينما وجّهت نانسي وجهها وبطنها إلى الناحية المعاكسة تماماً، بينما من يهتم للآخر، فإنه يحرص على أن يكون صدره ووجهه باتجاهه، وخصوصاً المرأة. في اللاوعي ومن خلال الصورة، يبدو أن هناك نوعاً من النفور وعدم الرضا الداخلي بينهما. كما أن أحلام تبدو وهي ترفع إصبعها وهذا يعني «إفعلي وإلا» أي أنها تهدد، كما أن وضع أحلام يدها على رجلها، يدل إلى أنها تستعد للقيام وكأنها لا تريد التقاط الصورة، والوضعية لا تريحها.
أحلام ووائل
إن التقاط صورة إلى جانب شخص جالس، هو تأكيد على أهميته، أما الانحناء نحوه، ففيه نوع من استصغار للنفس أو الاعتراف بأن الآخر أكثر أهمية منه. من الواضح أن أحلام تحاول التأكيد أنها أكثر أهمية من وائل وتشغل مركزاً أقوى من مركزه، وهو يعترف بذلك، ولكن ليس بالضرورة إذلالاً ولكن اعترافاً بمكانتها. وفي الصورة نفسها، يبدو وائل وهو ينظر مباشرة إلى الكاميرا، بينما تدير أحلام بصدرها وبطنها إلى مكان آخر، ووجهها فقط هو الموجه نحو الكاميرا، وهذا يعني أنها لا تريد أن يكونا على مستوى واحد، كما أنها تبدو وهي ترفع إصبعها على شكل مسدس وكأنها تريد أن تطلق النار. وهنا أيضاً تصحّ عبارة «إفعل وإلاّ». لأن رفع الإصبع لغة تهديد باطنية، تتصرف من خلالها أحلام بـ لاوعيها، وليس بطريقة واعية.
أعضاء لجنة التحكيم مجتمعون
وائل كفوري هو الذي يبدو خارج السرب في هذه الصورة. نانسي وأحلام وحسن ينظرون إلى الكاميرا، بينما ينظر وائل بعيداً عنها. ويبدو من خلال الصورة، وكأن التصوير حصل في مصر وليس معروفاً ما جرى في تلك اللحظة. إلى ذلك، يضع وائل يده على الطاولة. وهذا دليل على أنه يحاول أن يسند نفسه لأنه كان بإمكانه أن يمدّ يده من دون أن يسندها. نانسي وحسن يمدّان يديهما بشكل طبيعي مع ابتسامة للكاميرا. أما أحلام فتبدو مائلة مع ابتسامة كبيرة وعريضة على وجهها ويدها موضوعة على الطاولة، لكي ترتفع أكثر من الآخرين ولكي تبرز نفسها في الصورة، في محاولة منها للتأكيد أنها الأساس وأنها «القصة كلها» ولها وضعها وثقلها في البرنامج. أحلام تحاول أن تظهر حجمها أكثر مما هو عليه في الحقيقة.
أحلام وحسن
صورة سيلفي يلتقطها حسن مع أحلام ويحاول أن يقوم بحركة ظريفة في وجهه، ولكنه يبدو مائلاً نحوها، أما أحلام فتظهر يدها بوضعية المخالب، وكأنها تريد تقول لحسن «إذا لم تعجبني الصورة سوف اخربشك»، وهذه الحركة تسمى crushing tiger. وهي حركة يقوم بها الأسد أو النمر استعداداً للانقضاض على فريسته. ويبدو واضحاً أن شيئاً ما يعجبها في هذا المكان.
أحلام ونانسي
تحاول نانسي أن تبدو طبيعية وcute وقدماها على الأرض، وهي تضع برقيّ يدها خلف أحلام، وكأنها تحت جناحها. إلى ذلك، تضع نانسي كف يدها اليمنى على ساقها وهي تشدّ عليها، مما يعني أنها متوترة وفي حالة ترقب، بينما تقف أحلام بشكل مستقيم وبعيدة عن نانسي، ترجع بجسدها إلى الخلف وهي تفرد كتفيها وتضع يدها على خصرها، أي أنها تحتل النسبة الأكبر من الصورة، وهذه اللقطة تسمى power posing أي وقفة قوية للتأكيد أنها الأكثر قوة وأهمية، في الوقت نفسه تضع يدها الخلفية فوق يد نانسي، وكأنها تقول «أنت حبيبتي أنت تحت سيطرتي». أحلام تحاول أن تظهر الكثير من خلال الصورة، وبطريقة لا واعية.
المصدر: مجلة سيدتي