شهد أداء قناة الجزيرة مباشر مصر تغيرا ملحوظا فى سياستها الإعلامية، بعد ساعات قليلة من إعلان بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حول فتح صفحة جديدة فى العلاقات بين مصر وقطر.
وبدأت القناة في تخفيف حدة اللغة العدائية تجاه مصر تدريجيا، والتي بدت واضحة فى اختيار المصطلحات السائدة في وصفها للأوضاع في مصر، حيث اختفى من الشاشة لفظ قائد الانقلاب العسكري في مصر، والذى كانت تطلقه على الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتم استبداله بوصف الرئيس المنتخب بعد الانقلاب، كذلك استخدمت نشرات الأخبار وصف الرئيس المعزول لمحمد مرسى، كما ذيلت تصريحات رموز جماعة الإخوان بألفاظ مثل «على حد وصفه» و«على حد قوله»، بهدف تحييد سياستها التحريرية فيما يخص الجماعة.
ورغم انحياز ضيوف برنامج «سياسة فى دين» المنتمين للتيارات الإسلامية لقرار الأزهر بعدم جواز تكفير أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، إلا أن بعضهم اتخذ موضوع الحلقة للهجوم على مؤسسة الأزهر ورموزها، واتهامهم بالانحياز للسلطة القائمة بمصر، ولكن مقدم البرنامج محمد عقل وقف بالمرصاد لكل العبارات التى تحمل هجوما حادا على الأزهر، أو الدفاع عن جماعة داعش، ومراجعة المعلومات المغلوطة التى أراد أن يسوقها بعض الضيوف، ومنها ما ذكره ضيفه من الأردن عبر الأقمار الصناعية أسعد التميمى، بأن سياسة الأزهر فتحت الباب لتطاول الساقطات على الإسلام، وكذلك مراجعته فى دفاعه عن ممارسات داعش الإرهابية من قتل الصحفيين الأجانب، والمدنيين الأبرياء.
واستعان عقل بالدكتور عبدالمقصود باشا الأستاذ بجامعة الأزهر فى الرد على الاتهامات التى وجهها الداعية أكرم كساب لمؤسسة الأزهر، حيث أكد باشا أن بيانات الأزهر كلها تجرم إراقة الدماء للمسلمين وغير المسلمين، ومن جانبه حرص المذيع على مدار الحلقة باستخدام وصف الشريف كلما ذكر اسم الأزهر، ورموزه.
وفيما تصدر نشرات الأخبار أنباء قرار النائب العام بتوقيف ربان السفينة الكويتية الذى تسبب فى غرق مركب الصيد المصرى بالبحر الأحمر، احتل خبر سفر الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين مكانا متقدما بمواجير الأنباء، بينما أفردت مساحة لخبر لقاء السيسى مع رئيس الديوان الملكى السعودى والسكرتير الخاص للعاهل السعودى ومبعوثه إلى القاهرة خالد بن عبدالعزيز التويجرى، والمبعوث الخاص لأمير دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
نقلًا عن “الشروق”