مكتبة مؤمن المحمدي (4) مفصل جواد علي

ما أعتقدش إن فيه حد اهتم بـ تاريخ الإسلام ما عداش عليه.

د. جواد علي: باحث عراقي، من أوائل الناس اللي كتبوا في تاريخ العرب، تخصص أكتر في تاريخ العرب قبل الإسلام، رغم إن رسالته للدكتوراه كانت عن “المهدي المنتظر”. وله كتب كتير منها سفر هايل عن تاريخ الصلاة في الإسلام.

ورقة تعريف جواد بـ تقول إنه واحد من المؤسسين للمجمع العلمي العراقي (حاجة كده زي مجمع اللغة العربية عندنا) وفي التلاتينيات من القرن العشرين، الحكومة العراقية أيام “الملوكية” (الملكية بـ العراقي) بعتته للدراسة في جامعة “هامبورج” في ألمانيا، وخد الدكتوراه بامتياز.

اشتغل جواد بعد كده أستاذ في الجامعات والمعاهد العراقية، وقضى آخر سنين حياته معتكف على البحث والكتابة والتنقيب عن الوثائق النادرة، بعد ما استأجر شقة صغيرة في شارع الرشيد، معتزل الحياة العامة، بعد بحوثه المثيرة للجدل، حاجة كده تفكرك بـ جمال حمدان، وشقته اللي فـ الدقي، بس وفاة د. جواد كانت وفاة طبيعية مش مأساوية زي نهاية د. حمدان.

إسهام جواد علي الأساسي كان في موسوعته الفريدة والعملاقة: “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” (عشر مجلدات عملاقة) قعد سنين طويلة يشتغل فيها، وفي النهاية صدرت في أواخر الستينات، وعايز أقول لك إن مجرد قراية الفهرس بتاع الموسوعة، ممكن ينقلك خطوة مهمة في فهم تاريخ العرب قبل الإسلام.

اشتغل ازاي؟

ضرب غطس في كتب التراث، غطس طويل، عاش مع المؤرخين، قرا كل سطر تقريبا عن العرب قبل الإسلام، وخرج بـ صورة متكاملة عن القبائل، وأعلامها، والعلاقات بينها، وتطورها عبر التاريخ، وهكذا وهكذا.

ميزته الأساسية إنه حاول يكتب “اللي حصل” من غير تذويق ولا فرض مذهب أو عقيدة، ودي طبعا طبعا مكنتش حاجة سهلة أو بسيطة، وممكن البني آدم ما ينجحش فيها بـ نسبة 100% أو حتى بـ نسبة كافية، بس الباحثين درجات، وفيما يتعلق بـ “النزاهة” و”الموضوعية” نقدر نعتبره نموذج. علشان كده أي مهتم بـ التاريخ، أيا كانت عقيدته أو أيدلوجيته، بـ ينقل عنه من غير ما يجد حرج في ده، ولا غضاضة.

بس الموضوعية مش كل حاجة، فيه أهمية تانية لـ شغل “جواد علي” إنه وفر علينا، بدون مبالغة، جهد كان ممكن دولة بـ حالة بـ مؤسساتها، تاخد عشر سنين مثلا علشان تعمله؛ علشان كده مفيش بني آدم كتب، أو هـ يكتب، في المنطقة دي من غير ما يرجع له، أو يرجع لـ حد رجع له.

ده مش معناه إن الواحد بـ يتعامل مع اللي كتبه بـ اعتباره هو “الحقيقة”، لكن مثلا مثلا، إنت لو عايز ترجع لـ تاريخ مسلمة الحنفي “مسيلمة الكذاب”، لازم تعدي الأول ع اللي كتبه جواد علي في الموسوعة، وبعدين تبدأ شغلك، وتفكر وتقرر.
لو ما رجعتلوش عايز على الأقل شهر تفرغ، بـ استخدام الكومبيوتر، وسط بحر الكتب، علشان تعتر فـ 3 أو 4 سطور في المرجع ده أو المرجع ده.

من الحاجات اللي استفدتها جدا عن الدكتور جواد، الكلام اللي كتبه عن مسلم بن حبيب، الشهير في تراثنا بـ اسم “مسيلمة الكذاب”، قريت الكام صفحة اللي كتبهم عنه، وبعدين قريت كتاب كامل لـ جمال علي الحلاق عن مسلم، اسمه “مسلمة الحنفي”، ما حسيتش بـ أي فرق، والإضافة اللي عملها الحلاق مكنتش كبيرة، مع احترامي لـ الجهد والجرأة بتوع الحلاق، بس تخيل لو كل عشرة عشرين صفحة من موسوعة جواد علي بقت كتاب، ممكن الموسوعة دي تعمل مكتبة ضخمة بدون أي مبالغة.

جواد علي

شكرا

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (23) من محمد صديق لـ جمال عبد الحميد

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (22) بورسعيد الحبيبة

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (21) ومفيش أسبانيا 

مكتبة مؤمن المحمدي (3) الأكاسيا .. الحكاية وما فيها

مكتبة مؤمن المحمدي (2) أيام الديسك والميكروباص

مكتبة مؤمن المحمدي (1) حمدي والغسيل

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (20) 2005 أرقام غير قابلة للكسر

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا