محمد عبد الرحمن
ما ستقرأه في السطور المقبلة ليس دفاعا عن الزميلة شيماء عبد المنعم التي حملت منذ يومين لقب “صحفية الأوسكار” وأثارت جدلا كبيرا، محليا وعالميا، بعد ارتباكها أمام النجم العالمي ليوناردو دي كابريو في المؤتمر الصحفي عقب إعلان فوزه بأوسكار أفضل ممثل لأول مرة.
ما ستقرأه هو محاولة للتوضيح، أظن أن شيماء كان يجب أن تقوم بها مبكرا، لكن ظروف العودة لمصر، وردود الفعل العنيفة ضدها، وحتى ردود الفعل العنيفة المؤيدة لها، ربما جعلت الرد يتأخر ويأتيكم عبر إعلام.أورج.
بقي قبل أن أسرد ما قالته لي شيماء أن أشير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي أجري فيها حوارا مع زميلة دخلت المهنة ومجال تخصصي منذ 8 سنوات فقط –حيث إني أعمل بالصحافة منذ 22 عاما وبالفن منذ 2002. أما المبرر فليس لأن شيماء محط الأنظار الآن بل لأن الجدل حولها تخطى ما أثير حول اعتزال شيرين عبد الوهاب وأزمة ميريهان حسين؛ مبرر إجرائي هذا الحوار هو أنني تابعت شيماء وهي صحفية متدربة في بدايتها لدرجة أنني لم أستوعب أنه قد مرت 8 سنوات وكبرت هي وذهبت للأوسكار بمفردها وخانها التوفيق للحظات فانطلقت ضدها حملة عنيفة جعلتنا نسألها بنفس الستايل “هوات آبوت أول تجربة لك في تغطية الأوسكارز؟”
1- القصة بدأت قبل خمس سنوات حيث توليت ملف تغطية الأوسكار على صفحات “اليوم السابع”، وبات حلمي أن أذهب إلى هناك وأغطي لجريدتي التي تربيت فيها ليلة توزيع الجوائز “لايف” وليس من خلال شاشات التلفزيون ووكالات الأنباء، وحتى عندما اقترح أستاذي خالد صلاح أن أحاول الذهاب لمهرجان “فينيسيا” قلت له أنني أفضل الإنتظار من أجل الأوسكار وبالفعل تقدمت هذا العام واستغرق الأمر من الإدارة هنا أياما وأسابيع وإجراءات لا تحصى حتى يوافقوا على مجيئي لأنهم لم يعتادوا قبول صحفيين من مصر.
2- الجريدة تحملت تكاليف السفر والإقامة ومصروف الجيب وتكلفة الإنترنت بالكامل، وكانت الرحلة متعبة في بداياتها حيث فاتتني أول طائرة وسافرت في اليوم التالي وتم إلغاء حجز الفندق وعثرت على غرفة بديلة بمعجزة.
3– أمضيت هناك خمسة أيام وتعاملت بما أملكه من إمكانات في اللغة الإنجليزية التي لا أعتبرها ممتازة، ولكن سارت الأمور على ما يرام ونجحت في توجيه عدة أسئلة للعديد من النجوم هناك وكل الإجابات منشورة على موقع “اليوم السابع”، ولكن ما حدث لحظة توجيه السؤال لـ دي كابريو يحتاج الكثير من التوضيح.
4- كنا حوالي 200 صحفي، ورقمي كان الـ 72، وقلت للمنظمة أن تسعى لأن تعطيني الفرصة لأن هذا السؤال سيساعدني جدا في مشواري المهني، وهو ما حدث فعلا، لكن عندما لم يسمع “ليو” السؤال جيدا في المرة الأولى أصبت بارتباك كبير تماما كأي انسان يحلم بتحقيق حلم ما وعندما يجد نفسه أمام الواقع يضطرب ويرتبك وهو ما جرى بالفعل خصوصا مع ضيق الوقت حيث اشترطت المنظمة أن يكون سؤالي قصيرا للغاية.
5- لماذا قلت في البداية أنني أول صحفية من مصر، ولماذا كان سؤالي تقليديا لـ دي كابريو، لأنني كنت أخطط أن أربط بين الموقفين وأن أدفعه لقول تصريح عن مصر، لكن مشيئة الله لحظتها ذهبت بي في اتجاه آخر.
6- أرفض بشدة اتهامي بأنني لم أذاكر جيدا، أو بأن السؤال كان تافها، وأنا على استعداد لسرد أسماء كل المرشحين لجوائز الأوسكار هذا العام، وفي كل المجالات، وسرد خلفية كبيرة عنهم، وأقبل فقط النقد الذي يقول بأنني ارتبكت وأعترف بذلك، ولولا الفيديو لكان الأمر مجرد موقف محرج يحدث لصحفيين كثيرين ويتعلمون منه دون أن تحدث كل هذه الضجة.
7- قبل السفر سألت العديد من النقاد منهم طارق الشناوي، خيرية البشلاوي، رامي عبد الرازق، كمال رمزي، عن من هو الصحفي المصري الذي سافر من قبل، ليس لأتفاخر بأنني الوحيدة ولكن لكي أعرف منه خبرات سابقة تساعدني، وكان هناك إجماع على أنه لم يسافر صحفي من قبل لتغطية جوائز الأوسكار لأنها ليست مهرجانا، وقالت لي البشلاوي أنها سافرت لستديوهات هوليود لا لحضور الأوسكار، بالتالي فحتى لو كان هناك من سافر فعلا فلم أتعمد تجاهل ذلك، واتصلت عند عودتي بالأستاذ يوسف شريف رزق الله وأكد لي نفس المعلومة، وأكرر أن هدفي كان الربط بين وجود صحفي من مصر وبين فوز “ليو” للمرة الأولى.
8- لا أريد أن أبالغ وأقول أن “دي كابريو” نفسه كان مرتبكا، ولكن ولأنني كنت هناك، أؤكد أنه كان يحاول اظهار سعادته الكبيرة بالجائزة وعدم التأثر والبكاء كما يفعل نجوم آخرون، وربما كان ذلك ما جعله يعتقد أن سؤالي يستحق تلك الدهشة.
9- نعم التقطت الكثير من الصور لي داخل أجواء الأوسكار لكن هذا هو “ستايل” الجريدة ولا أرى في ذلك مشكلة كما أن كثيرين شاهدوا هذه الروابط بعد الأزمة لا قبلها.
10- دخلت إلى قاعة الاحتفال الكبرى وكان وجودي رسميا بشكل كامل، وغير صحيح ما تردد على أنني تواجدت فقط على السجادة الحمراء وإلا لما نجحت في دخول مقر المؤتمرات الصحفية.
11– والدي لم يعمل لواء شرطة، ولم أدخل “اليوم السابع” بالواسطة، ودخلت عن طريق الأستاذ سعيد شعيب ويمكن سؤاله في ذلك، ولم أتوقع أن تصل الحملة ضدي إلى هذا النحو، وكأن مصر كلها لم تتضرر “إلا بسؤال ارتبكت صحفية شابة وهي توجهه” لنجم بهذا الحجم في مناسبة بهذه الأهمية.
12- أتقبل النقد والتصحيح لكنني لم أتقبل الإهانة ولازالت أرفض مشاهدة المقطع ليس فقط لأنه يؤذيني ولكن لأنني أرفض اختصار وجودي في الأوسكار لخمسة أيام في فيديو مدته أقل من 30 ثانية.
13- خالص الشكر لأستاذي خالد صلاح وزملائي بالجريدة والناقدة علا الشافعي ونقابة الصحفيين وكل من حاول التماس العذر لي وأعدهم وكذلك المنتقدين بأن يكون أدائي أفضل ويدعو للفخر في المرات المقبلة لأن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة بإذن الله.
.