دائمًا ما كانت تواجه تجاوزات مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، والنائب بالبرلمان، إما بالصمت خوفًا من سلاطة لسانه، أو بالمنع، مثلما فُعل معه من منع ظهوره في الإعلام، بقرار من غرفة صناعة الإعلام، ولكن منذ أن تمت إقالة الجهاز الفني لنادي الزمالك، وعلى رأسه أحمد حسام ميدو، وحازم إمام، فإن أسلوب الرد على مرتضى أصبح مختلفًا أيضًا.
البداية مع حملات السوشيال ميديا التي طالما انتقدت أسلوب رئيس الزمالك، ولكن الهجوم عليه أصبح بشكل أوضح وأشرس، عندما اقتربت تجاوزاته من محبوب النادي، الكابتن حازم إمام، وحديثه عن تكلفة عزاء رمز الزمالك، الراحل حمادة إمام، مما جعل منصور يشعر بأنه دخل في “منطقة محرمة”، ستفقده – ليس شعبية لا يهتم بها- ولكن نقاط في مواجهته المستمرة مع كل شيء حوله.
هذه الإنتقادات من السوشيال ميديا لم تتوقف حتى الآن، وهو ما ظهر من تدشين “هاشتاج” #متخافوش_منه، انتقدوا فيه أسلوب إدارته لنادي الزمالك، وتحاميه في النظام.
ويجب الاعتراف بأن الإعلامي عمرو أديب، ربما يكون أثقل الإعلاميين الذين هاجموا منصور حتى الآن، حيث كسر الهيبة التي صنعها منصور حوله، وفتح الباب أمام انتقاد رئيس الزمالك، في باقي القنوات، حيث قام الإعلامي محمد مصطفى شردي في اليوم التالي لهجوم أديب على منصور، بانتقاده على قناة “النهار اليوم”، مؤكدًا إن “كفاية كدة بقى” وأن المجتمع أصبح لا يتقبل ألفاظه، مضيفًا: “لازم الناس والمجتمع تقف دلوقتي.. وكل من يستخدم تعبيرات وأسلوب سيء في التعبير أن يختفي من المجتمع .. ونقف ونقوله كفاية كدة”، شردي قال أيضًا جملة توضح أن الوسط الإعلامي ضاق برئيس الزمالك، عندما قال: “نحن نعيش في زمن أذل فيه الحرص أعناق الرجال”، في انتقاد واضح للسكوت على تجاوزات منصور.
أما الخلاف بين أديب ومنصور، فلم يبدأ بعد إعلان الأول عن استضافة ميدو، يوم الاثنين 29 فبراير، ولكن اديب عرف كيف يجعل منصور يستشيط غضبًا، ودخل في نوبة عِند لكسر شوكة رئيس الزمالك، الذي حاول بكل السبل خطف الأنظار من الحلقة، ليس بالظهور مباشرة في أحد البرامج التي تفتح له الأبواب، مثل “انفراد” على قناة العاصمة، أو “اللعبة الحلوة”، الذي يقدمه الكابتن خالد الغندور، ولكن بشكل غير مباشر بظهور ماكليش المدرب الفني الجديد مع وائل الإبراشي في برنامج “العاشرة مساءً”، واللاعب محمود كهربا مع الكابتن إسلام الشاطر ببرنامجه “ملعب الشاطر”، المذاع على فضائية “المحور”.
المختلف في الحملة التي تُشن على منصور، أنها صريحة وجريئة ولم يعد أحد يهاب سباب منصور وشتائمه، وأصبح هناك تصريح بأن منصور “مسنود” من بعض الجهات، وهو ما صرح به ميدو خلال حواره في “القاهرة اليوم”، عندما وجه حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: “بيتم تهديدي من رجل دولة نائب في البرلمان في عهدك يا سيادة الرئيس.. وبيتم تهديدي وإرهابي في عهدك.. وعلى فكرة هذا الرجل يدعي في كل جلساته الخاصة أنه على علاقة مباشرة بسيادتك.. والناس حذرتني بأني لا أدخل في صدام مع هذا الرجل لانه مسنود”.
أضاف ميدو: “هو معذور لاني شفت له فيديو بيقول للرئيس السيسي أنا بحذرك هقلب عليك وقلبتي وحشة والناس هتنزل الشارع تاني .. لما لقيت مفيش رد فعل من الدولة يبقى الراجل ده له الحق يعمل فينا كدة وسبنا ويشتمنا”، ووجه ميدو وقتها رسالة للسيسي بأن أمثال مرتضى منصور اخطر عليه من الإرهاب والأزمة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن رجل الدولة البسيط يجد الدولة صامتة أمام رجل يؤكد على أنه “هياخد حقه بدراعه”.
https://www.youtube.com/watch?v=XU3a99SFC-k
الإعلامي عمرو أديب، أكد خلال حواره مع ميدو أن المستشار أحمد الزند، وزير العدل، أرسل له رسالة مع المخرج خالد يوسف نصها: “ليس لي علاقة بتاتا بمرتضى منصور”، مضيفًا أنه تلقى اتصالات ورسائل مماثلة من قيادات عديدة بالدولة، تنفي أن تكون هي الحامي أو السند لمرتضى منصور، وهي رسالة هي الأولى من نوعها التي نجدها تخرج من الدولة، خاصة من المستشار الزند.
ربما ما جرى في حلقة ميدو، وتصريح الزند، والإعلام الذي كسر حاجز خوفه، جعل منصور يحسب خطواته، ولأول مرة لا نجده يرد على الانتقادات والهجوم الذي تعرض له مباشرة، حيث فضّل أن يشارك هاتفيًا في اليوم التالي لحلقة ميدو، أي يوم الثلاثاء 1 مارس، مع الكابتن خالد الغندور ببرنامجه “اللعبة الحلوة”.
منصور بدا – وإن كان تمسك بشتائمه -، في موقف دفاعي وليس هجومي، حيث أخذ يُعدد الإنجازات التي حققها لنادي الزمالك، قائلًا: “أنا اشتغلت كل حاجة فى نادى الزمالك، اشتغلت بنا وسباك وكهربائى،علشان أعمل نادى الناس تفخر بيه، والمفروض تعملولى تمثال، وكل اللي بتعملوه ده ميهزش شعرة من راسى..وأقسم بالله ميدو اتحايل على 3 أيام علشان أعين أمير مرتضى فى جهازه المعاون وأنا رفضت”.
الملاحظ أيضًا أن منصور، يحاول أن يجعل علاقته بالإعلام، هذه الفترة، هادئة ومستقرة، فبعد أن أعلن عن منع ثلاثة صحفيين من مؤسسات “المصري اليوم والشروق والوطن”، من تغطية أخبار نادي الزمالك، حرص منصور على أن يتصل بنفسه بمؤسسة المصري اليوم، ليؤكد لهم أن هذا القرار جاء بشكل فردي من قبل مدير النادي، وأن هؤلاء الصحفيين مرحب في النادي.
أما إذا نظرنا إلى البرلمان، الذي أصبح يستمد منه منصور مزيدًا من القوة، جعلته يتجرأ على الدستور، الذي انتخب على أساسه في البرلمان، فسنجد أن صوته خافت داخله هذه الأيام، ولم نراه يدافع عن صديقه “نائب التطبيع”، توفيق عكاشة، ولم يستطع إنقاذه من الفصل، والحرمان من عضوية البرلمان، فلم نجد له سوى أنه يرفض إسقاط عضوية عكاشة، وتصريح آخر متعلق بالسيسي قائلًا : “الدكر يطلب من السيسي إلغاء كامب ديفيد”.
ملاحظة أخرى، يمكن من خلالها أن نستنتج نوعية الحملة المضادة التي تتصدى لمرتضى منصور، وهي اعتماده على بث تسجيلات مصورة له، للرد على موقف ما، بعد أن كنا نجده من وقت لآخر، يظهر على فضائيات مثل “العاصمة”، التي من الغريب أنها لم تفتح بابها له خلال أزمته مع أديب وميدو، ولم تكن جميع تسجيلات مرتضى هجومية، ولكنه سجل اعتذارًا للدكتور أشرف سالمان، وزير الاستثمار، بعد أن قال في المجلس : “لو في وزارة استثمار محترمة مكنش الأخ عمرو أديب اتكلم”، ولكن هل يستمر منصور على ذا النهج، وأن “يطاطي” للعاصفة حتى تم، أم أن إسقاط عضوية صديقه عكاشة، درسًا موجهًا له أيضًا، بأن عضويته مهددة إذا استمر على نهجه.
.