ياسر أيوب يكتب: استاد القاهرة ليس الأعظم في العالم

زميلة صحفية كتبت في أحد المواقع الإلكترونية عن زيارة زافيه سرفول، رئيس اللجنة الإعلامية للاتحاد الدولى للكاراتيه، لمصر هذا الأسبوع.. وكان «سرفول» قد جاء إلى مصر في جولة لمعالمها وملاعبها من أجل الترويج لبطولة العالم التي تستضيفها مصر 2017 باستاد القاهرة.. وقالت الزميلة إن سرفول بعد مغادرته مصر أرسل للاتحاد المصرى للكاراتيه تقريراً عن زيارته، أكد فيه أنه لم ير في العالم كله استاداً يشبه استاد القاهرة في إمكاناته وجمالياته.. ولا أعرف هل كتب «سرفول» ذلك بالفعل، أم أن هناك من يتوهم ويتخيل ذلك..

وأعرف في المقابل أن هذه العبارة ستلقى هوى الكثيرين في بلادنا.. سيصدقونها ويتبادلونها وسيرفعونها عالياً في وجه أعداء الوطن الذين يقومون بتشويهه ليلاً ونهاراً، وكنت في البداية ألتمس ألف عذر لهؤلاء الكثيرين في اندفاعهم للدفاع عن كل وأى شىء، اقتناعا منهم بأنه ليس الوقت المناسب للحديث عن أي قبح وأخطاء وخطايا، وهناك أعداء يحاصرون الوطن يريدون تخريبه وتدميره وإفساد الحياة فيه..

لكننى بدأت أفقد هذا التعاطف مع هؤلاء، يوماً وراء آخر، بعدما اكتشفت أن الأمر لم يعد تعاطفاً مع الوطن إنما هو حالة استسلام تام للوهم، واستعداد هائل لخداع النفس، فأن تصرخ في وجه كل من يتحدث عن هذه الأخطاء والعيوب زاعماً أنه من الأعداء أو المتآمرين الخونة والعملاء، ثم تذهب إلى بيتك تنام قرير العين سعيداً وراضياً ومقتنعاً بأنه ليس في الإمكان أحسن مما كان.. هذا أفضل وأجمل وأسهل كثيراً من أن تعترف بهذه الأخطاء والعيوب وتبدأ التفكير والاجتهاد ومحاولة التغيير والإصلاح..

وأى إنسان مصرى عاقل لايزال يملك أدنى قدر من الوعى والفهم والتفكير سيدرك ويتأكد أن استاد القاهرة ليس الأكبر أو الأفضل أو الأجمل في أي شىء من عشرات الملاعب في العالم، سواء كانت في أوروبا والولايات المتحدة أو حتى في أفريقيا.. وحتى إذا جاءنا خواجة وقال لنا ذلك من باب المجاملة، فنحن لنا عقولنا وأعيننا ونستطيع اكتشاف الحقيقة، وإذا كنت اليوم أتوقف أمام حكاية «سرفول» واستاد القاهرة الذي ليس الأعظم في العالم..

فلابد من الاعتراف بأن هناك حكايات كثيرة جداً سبقت استاد القاهرة وشهدت من الكثيرين إصراراً على عدم رؤية أي أخطاء وعيوب وعدم محاولة أي تغيير وإصلاح.. كأن الذي يحب مصر هو فقط الذي سيقبل هذه المبالغات والأكاذيب والمجاملات وليس الذي يريد بالفعل العلاج والبناء.

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”

اقرأ أيضًا:

البلاتوه.. من 1980 وأنت طالع

لماذا الحملة الأخيرة ضد مرتضى هى الأكثر جدية؟

خاص: نكات سياسية وراء اختفاء أبلة فاهيتا

سألنا شيماء عبد المنعم: what about الحملة العنيفة ضدك؟

القائمة الكاملة للمرشحين لجوائز السينما العربية

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا