في عصر الثورة التكنولوجية المختلط بازدحام الشارع المصري وحالة الملل التي نعيش فيها بسبب روتينية الحياة لا نجد إلا مواقع التواصل الاجتماعي في مقدمتها موقع “facebook” لكي نفرغ فيها طاقاتنا، وبمرور الوقت يتمكن هذا العالم الافتراضي من عقولنا ومشاعرنا حتى يصبح إدماناً لا شك فيه، إذا تمادينا فيه ننفصل عن الحياة والمجتمع، وإذا أوقفناه نسقط في أعراض الانسحاب مثل أي إدمان يسعى الإنسان إلى التوقف عنه، لكن البعض لا يستطيع الانقطاع التام عنه بسبب أشغالهم المرتبطة به، هؤلاء ليس أمامهم إلا تحديد الاستخدام ليس أكثر، وللجميع لابد من وضع خطة تدريجية للتوقف عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وهذه بعض النصائح للبدء في تطبيق هذه الخطة:
1- تحديد صفحات معينة للمتابعة وإغلاق مجال المتابعات الواسع لكي نتوصل إلى تقييد فرص الشغف، فإذا تجول شخص ما بإحدى الأسواق الناجحة تتناسب قوة انبهاره طردياً مع المدة التي يتواجد خلالها داخل السوق دون أن يشعر بمرور الوقت.
2- محاولة معرفة نوعية المادة التي ننجذب إليها بالموقع وتخفيف الاطلاع عليها أو استبدالها بمادة واقعية مشابهة لنصل إلى حالة من الفطام، كأن تقرأ كتابا يحمل رواية كوميدية بدلا من متابعة الصور والقصص والتعليقات الساخرة على مواقع التواصل.
3- عدم الكشف عن كل مشاعرك أو أفعالك على الموقع بشكل مبالغ فيه سواء على التايم لاين أو على الشات لأن هذا الكشف يجعل من الموقع بديلاً عن حياتك الشخصية بما فيها من علاقات أسرية وصداقات مما يعرضك للانفصال التام عن الواقع.
4- التواصل مع الأصدقاء بشكل دوري ومحاولة إيجاد أماكن ثابتة للتنزه والخروج من الحبس الإلكتروني، تلتقي فيها بالأصدقاء والمعارف مما يغنيك عن العلاقات الافتراضية التي تسعى لخلقها بحثاً عن الشبع النفسي.
5- التوقف عن استخدام مواقع التواصل أثناء مدة معينة تحددها أنت على حسب ظروفك كأن تمتنع عن استخدامه خلال التواجد خارج المنزل مثلاً، واعتبار مواقع التواصل الاجتماعي محرمة في تلك المدة.
6- اللجوء إلى كتابة الخواطر أو اليوميات من الأساليب الجيدة لخلق نقاش داخلي بين الإنسان ومشاعره وأفكاره، وهي طريقة مشبعة من الناحية النفسية تجعله يتخلص تدريجياً من استعباد العالم الافتراضي.
7- البحث عن الموهبة التي تتميز فيها والتفكير العملي في استغلالها الاستغلال الأمثل، إلى جوار البحث عن محترفيها بغرض التعلم منهم والسير على خطاهم.
8- الاشتراك الحي بقدر الإمكان في الندوات والنقاشات والمؤتمرات الثفافية والسياسية والاجتماعية، والمساهمة في الحملات والفعاليات التي تستهدف النهوض بالمجتمع وخدمة الآخرين.
9- القيام بالأنشطة الرياضية بشكل متواصل ولو أسبوعياً يفيد كثيراً في السيطرة على الإرادة، وإفراغ الطاقة الجسدية الذي يثنيك بشكل ما عن الانصياع للعالم الافتراضي.
10- حل المشكلات الخفية التي ربما تدفعك للهروب من الواقع إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تكون البطالة أو العنوسة أو الإخفاق الدراسي أسباباً لكراهية الواقع، لا مفر من تهشيم صندوق العار المجتمعي ومواجهة المجتمع الواقعي بقدراتك لكي تسيطر على حياتك اليومية.