هل تعاطفت اليوم ؟!!!
هل دفعت مؤخراً بمبررات جزافية فسيو- استراتيجية للدفاع الكوني عن العدم الهَلسو – فيزيقي ؟!
أستحلفك بمشاعرك ، ألا تخرج قبل أن “تتعاطف مع أي عاطف “!….
لقد أدمن بعضهم ذلك التعاطف اللاإرادي المطلق والاعمى تماماً كما احترف آخرون التعاطف المتعمد ، من باب الاختلاف والكيد والسعي للشهرة والتطبيل والتسلق على ظهور من نتعاطف معهم أصلا واحيانا أخرى لإحداث حالة من التضليل والإنقسام المجتمعي . تركيبة غريبة يعبر عنها سلوك أغرب عندما يستميت بعضهم في إبداء تعاطفه مع قضايا خاسرة للمنطق قبل أي شيء أو حتى لاتستحق مجرد عناء بذل تلك الشحنة من العواطف النفيسة في هذه الايام … ولاننا شعوب من السهل محاصرتها اعلاميا والكترونيا عبر إطلاق فضيحة أو شائعة ، فقد طفحت علينا ماسورة تعاطفاتٍ أطلقَ قاذوراتـِها أناسٌ امتهنوا هذا التبرير المُربك !
المتابعون لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام لاحظوا شدة الازدحام الالكتروني الفترة السابقة والانقسام العاطفي إزاء بضعة موضوعات أثارت جدلا ليس لجوهرها ولكن بسبب اللجان التعاطفية الواقفة خلفها !
** فمثلاً ، المتعاطفون مع #نائب_التطبيع_توفيق_عكاشة ، برروا استنكارهم لقرار مجلس النواب باسقاط العضوية عنه – بانه قرار غير قانوني وأن عكاشة لايستحق الفصل من المجلس بهذه الطريقة المهينة !! لا قضية لهؤلاء سوى خلق حالة من التعاطف المضاد للقاعدة العريضة – للمشاكسة ليس إلا ..
** إبهار تعاطفي آخر ولكن عالمي، وهو تعاطف الأصوات النشاز مع مهزلة تغطية الصحفية شيماء عبد المنعم مندوبة صحيفة اليوم السابع لحفل الاوسكار، وشلالات التعاطف والتبرير للصحفية المعطوف عليها بدءً من رئيس تحريرها الذ اعتبر مافعلته تلميذته ” انفراد ” مرورا بزملائها واصدقائها المحتفلين بعودتها منتصرة من موقعة الاوسكار التي حسمتها بسؤال المواجهة المزلزل #وات_أباوت_يور_فيرست_أوسكار !! وبدلا من النظر بأسى لما ماوصل اليه مستوى الاعلاميين والصحفيين الجدد الذين خرجوا من رحم أسلافهم من المشوهين أو ذوي العاهات المهنية، آثر البعض العواء كالعادة خارج القطيع وتصدير التعاطف المعلب الذي وصف جميع من انتقدوا فشل الصحفية شيموز كما يلقبها زملاؤها – بالحاقدين واعداء النجاح، بمن فيهم دي كابريو نفسه فقد اعتبروه من الحاقدين !!!! وحتى بعد اعتذارها عن اسائتها لنفسها وبلدها دون قصد، تصدر نفس المتعاطفين لدعمها على شجاعتها امام الجمهور !!!! حتى صباح الامس كنتم متعاطفين معها بالباطل وعصرا قلبتم الباطل ظلما وبهتاناً !!!
** جدير بالذكر اننا وقبل التعاطف مع شيماء قد شهدنا مرحلة عاطفية فارقة في تاريخ الابداع، فرّغ فيها المتعاطفون شحنة مكثفة من التعاطف والتبرير لأحد الروائيين الجدد يدعى #أحمد_ناجي مصحوبة بحملات تنديد واستنكار لما وصفوه بالتعدي على حرية الرأي وانتهاكا للدستور الكافل للحريات، وقمعا للخيال ومصادرة للفن والابداع وذلك بعد الحكم القضائي بالسجن والغرامة في حق الروائي بسب تجاوز أحد فصول روايته للحدود اللائقة للتعبير وتسببها في خدش الحياء والدعوة للفجور .. ولكن هل يمكن أن يمر المشهد هكذا دون مبررات قوى التعاطف الديمقراطية ؟! لا أعلم عن ماذا يدافعون ولماذا يستنكرون ؟ هل قضيتهم في الدفاع عن الحريات والابداع الحقيقي أيا كانت درجة جرأته المسؤولة ؟؟!! أم تراهم كانوا يدافعون عن بضع صفحات صفراء مقززة تطل رائحتها من إحدى مجلات البورنو الرخيصة أو على الأكثر ماهي سوى قصاصات لمغامرات الشاب “العنتيل” في القاهرة القديمة ، يرويها بكل فجاجة وابتذال من فوق أسرّة الليالي الحمراء ووسط الدخان الأزرق !!
هنا يبرز تشابك المناطق وخلط الأوراق فيما يترتب عليه التعاطف والتبرير الممنهج عن أمور قد تبدو للرأي العام أنها دفاع عن حق ولكن يُراد بها باطل !
** اما البقية من حشود الإبهار الجماعي في منظومة المتعاطفين المتأهبين دائما للتبرير لكل شيء باعتباره مؤامرة ومخطط خارجي حتى ولو كان تفاقم أزمة القمامة في الشارع – فهؤلاء هم ” #المتعاطفون_على_أنفسهم_لا_إرادياً ممن يُمارسون التعاطف بأجر ودون تمييز !”، ومهمتهم في المجتمع نشر ثقافة التطبيل، والتضليل، وتعزيز الإنقسام ، واغتيال الوعي، وتكدير السلم النفسي.
وهؤلاء لهم في الحياة قصاصٌ “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ” .. صدق الله العظيم .
الصفحة الرسمية للصحفية والكاتبة هند كرم من هنــا
.