ورغم معرفتى بكل ذلك.. فإننى عبر هذه المساحة فوق صفحات «المصرى اليوم» أحتفى بنجاح مجلة الإذاعة والتليفزيون.. وأهتم بكل اعتزاز وتقدير بنجاح التحقيق الصحفى الذى نشرته المجلة عن فساد الاتحاد الرياضى للمكفوفين.. وأشكر صاحب التحقيق.. الزميل محمود شوقى.. الذى كان أول من كتب عن قيام اتحاد المكفوفين بتسفير عدد من الشباب المبصرين إلى بولندا تحت غطاء أنهم من اللاعبين فاقدى البصر مقابل مبالغ مالية..وما إن نشر محمود تحقيقه الرائع حتى قام خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، بفتح تحقيق موسع بهذا الشأن ثم أحال الأمر كله إلى النيابة العامة التى بدأت التحقيق.. وتبيّن قيام عدد من المتهمين بتجميع اثنى عشر شاباً من الغربية، دفع كل منهم خمسة وثمانين ألف جنيه مقابل تسجيلهم كلاعبين مكفوفين بسجلات نادى الإيمان للمعاقين واتحاد اللعبة وإرسال أسمائهم لوزارة الرياضة لاستخراج قرار وزارى ليسافروا إلى بولندا للمشاركة فى بطولة للمكفوفين رغم أنهم ليسوا كذلك.. وتم القبض على كل المتهمين باستثناء رئيس الاتحاد الهارب خارج مصر..
وهكذا أثبت محمود شوقى أن الصحافة الرياضية المصرية لا تزال تستطيع.. لا تزال صاحبة ضمير ورسالة وسلاح وقادرة على أن تواجه الفساد.. وإذا كان هناك كثيرون من زملاء المهنة بدأت تراودهم الشكوك ويخفت تدريجياً إيمانهم بأقلامهم وأوراقهم فى زمن الإنترنت وشاشات التليفزيون والتليفون..
فقد رد محمود شوقى الاعتبار من جديد لهذه المهنة وأعاد الثقة فيما تقدر عليه صحافة الورق حتى إن كانت بلا صخب وضجيج وأضواء.. وأنا أشكر محمود شوقى وأعتز بزمالته كثيراً وجداً..
وأشكر مجلة الإذاعة والتليفزيون وكل أسرتها برئاسة خالد حنفى.. وكنت ولا أزال أتمنى أن ينال محمود شوقى وتحقيقه ومجلته حتى ربع الاهتمام الذى حصدته زميلة أخرى تعبت وحاولت واجتهدت وسافرت لتغطية حفل الأوسكار، لكنها أخفقت وارتبكت، فقرر كثيرون إعدامها بمنتهى القسوة فوقف زملاؤها يدافعون عنها بالحق والباطل أيضاً..
ورغم ذلك لم يفكر الذين طلبوا الإعدام لمن أخفق فى التصفيق لمن أجاد.. ولم تمنح نقابة الصحفيين وردة لمحمود شوقى من الورود الكثيرة التى منحتها للزميلة التى لم تنجح فى مهمتها.
.