محمد غالية يكتب: المسيطرون على العقول

المشاهدين يحركهم الكثير من الأولويات بعضهم يحركهم الدين والبعض يحركه الوطن والبعض يحركه الأيدلوجيات والبعض يحركه المصلحة الشخصية ولا شىء سوا المصلحة .

الجماهير حركتها النزعة الدينية فتصارع البروتستانت والكاثوليك وسقط الملايين من القتلى والضحايا والمشردين وتصارع العباسيين والامويين والسنة والشيعة والمسلمون والمسيحيون . كل هؤلاء واكثر حركتهم النزعة الدينية حتى حلت الحروب الغير مسلحة وتزعمها الاعلام  حرب الايدلوجيات والفكر  فحلت السياسة والوطنية محل الحروب القديمة لتتحول من الأديان الى الوطنية  ، هل سمعت يوما عن “جوبلز ” مهندس الخطابات وقائد الاعلام لهتلر الذى قال “اكذب حتى يصدقك الناس”، “أعطيني إعلامًا كاذبًا أعطيك شعبًا بلا وعي”

ذلك الرجل الذى قاد الدعايا للحزب النازى وسوق له واجاد التسويق لهتلر . استمع جيدا لخطابات هتلر وتلك الصيحات الهائلة للجماهير وهى تهتف بكل قوة عاش هتلر عاشت المانيا ، فالجماهير تصفق بكل حماسة لأى شىء ولكل شخص تفضله وتكره بكل قوة كل شخص لا تقبله وينجح الاعلام فى تشويهه ، فإذا احبت رجلا بذلت الغالى والنفيس لأجله هكذا فعل حوارى عيسى وصحابة محمد واتباع بوذا .

والجماهير لا تخضع تحت فئة معينة فهى تتكون من الصالح والطالح ، العالم والجاهل ، الكبير والصغير ، الأوغاد والمخلصون ، هم فقط يصفقون نتيجة لما تصورهم لهم الهالة الاعلامية ونتيجة لما تًحرك انظارهم تجاهة ، يتركون عقولهم للاعلام يتلاعب بها كيفما يشاء وكيفما يريد ، فوراء كل طاغية جماهير حاشدة ووراء بعض المخلصون جماهير ، التاريخ اثبت لنا انه ما من طاغية الا وايدته الجماهير وهللت وصفقت له الايدى حتى تعبت ، واما ان تنقلب عليه فى النهاية فتثور ضده او تاتى النهاية الإلهية للطاغية .الاعلام وحدة ينسى المخلصون والمحبون ولا يتذكر سوى أصحاب المصالح ، يوجُهه اصحاب رؤوس الاموال يضربون به معارضيهم ويقيمون مصالحهم مستغلين كل اذن تسمع لهم فيسيطرون على العقول خطوة خطوة حتى يحتلوها فيوجهون الشعوب كيفما ارادوا، وقليل من يشذ عن القاعدة ويقرر ان يصنع اعلاما مميزا يدعوا الناس للتفكير بدلا من التوجيه ، بل دراسة الاعلام تقوم فى الاساس على توجيه الجماهير نحو الاديان او الوطن اوالايدلوجيات او الافكار.

لا أحد يعلن هذا صراحة الجميع سيخبرونك انهم يريدون الخير للناس والأوطان وانهم يقدمون رسالة تكمل رسالة الأنبياء والرسل ، والأمر تحول من رسالة مقدسة الى حرب فارغة ، تقارع بالألسن وتجريح بقوة ، اصبح المشهد لا يخلو من العبث مع كل موجة جديدة للاعلام فى كل دول العالم ، فالعالم بحق اصبح قرية صغيرة تشتم مع اول وهلة للاخبار الجديدة الى اى شىء سيوجهك الاعلام هذه المرة هل الى الحرب على الارهاب ام مواجهة الاشتراكية ام الانقلاب على رئيس دولة او شحذ الشعوب لحرب فكرية جديدة !

نرشح لك – محمد غالية يكتب: إنهم يتحرشون بعقولنا

اقرأ أيضًا:

C.A.T تتولى إدارة أعمال الفنان محمد ممدوح

البلاتوه.. من 1980 وأنت طالع

لماذا الحملة الأخيرة ضد مرتضى هى الأكثر جدية؟

خاص: نكات سياسية وراء اختفاء أبلة فاهيتا

سألنا شيماء عبد المنعم: what about الحملة العنيفة ضدك؟

القائمة الكاملة للمرشحين لجوائز السينما العربية

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا