“أنا إنجي .. وده فينييت”، عبارة صارت محفوظة ومنتظرة من المهتمين بالسينما، برنامج “Vignette” (وتعني المقالة القصيرة) تقدمه وتشارك في إعداده إنجي أبو السعود، ويقوم ببساطة شديدة على تقديم مراجعات (Reviews) للأفلام السينمائية الجديدة في حلقات تتراوح بين دقيقتين إلى 5 دقائق.
يبدو أن نجاح البرنامج تعدى حدود متابعيه، فاليوم تم الإعلان في الصفحة الرسمية للبرنامج، أن موقع “YouTube” اختار القناة الخاصة بالبرنامج وشركة الإنتاج لتكون هي الواجهة الإعلانية الرئيسية لتطبيق يوتيوب عبر العالم العربي. الجدير بالذكر أن هذه المساحة الإعلانية يتم شراؤها من جوجل، ولكن يوتيوب منحتها للصفحة بالمجان، بناء على تأكيد الصفحة.
هذه النوعية من البرامج موجودة في الخارج بالفعل ولها جمهورها، أما في مصر، فقد بدأ يظهر مؤخرًا على استحياء، وربما اقتصرت مشاهدته على محبي السينما فقط، ولكن فينييت قدم طفرة حقيقية، وصارت الحلقات ترتفع نسبة مشاهدتها حلقة وراء الأخرى حتى صارت تتعدى الـ50 ألفاً، في الحلقات الخاصة بتحليل الأفلام المصرية، مثل حلقة فيلم “ولاد رزق” التي تتخطى مشاهداتها 60 ألفاً.
يعود ذلك لعدة أسباب، أولها الحضور الجميل والخاطف لمقدمته إنجي أبو السعود، وثانياً الاختيار الجيد للأفلام الجماهيرية وثالثاً التحليل الفني البسيط للفيلم دون الدخول في تعقيدات أو تفاصيل فنية لا تهم المشاهد العادي الذي سيفرق معه بالأكثر أداء الممثلين والقصة والتقييم العام للفيلم، وهو ما يقدمه فينييت بالفعل.
التركيز على الأمور الفنية الأخرى يأتي سريعاً، في حين يأتي ذكر الفنيين الآخرين في الفيلم من ناحية نجوميتهم، مثلما تم ذكر أهم الأفلام التي قدمها المخرج “ريدلي سكوت” عند الحديث عنه في حلقة فيلم The Martian أو لذكر مواقف تخص اختيارهم للفيلم كما حدث مع الحديث عن المخرج “تم مِلر” في حلقة فيلم Deadpool.
يضاف إلى كل هذا استخدام كلمات وتعبيرات سهلة ومستخدمة يومياً، ويمكن مشاهدة الحلقة الخاصة بفيلم “عيال حريفة” التي سخرت فيها من الفيلم من خلال تقديم “12 سبب يخلوك تخش عيال حريفة” وجميعها كانت عبارة عن نقد لاذع للفيلم للتعرف على الأسلوب اللغة البسيطة الخاصة بالبرنامج.
بخلاف كل هذا الاهتمام بطريقة التقديم والإعداد الذي تقوم به إنجي مع إيثار حسان وحاتم ممدوح، فإن هناك التفاصيل الأخرى التي تمنح البرنامج هوية خاصة به، مثل عبارة “أنا إنجي وده فينييت” التي تبدأ بها كل حلقة، وإدخال صورة إنجي داخل أفيش الفيلم، بالإضافة للتتر السريع الذي يصاحبه جملة موسيقية سريعة الإيقاع، ألفها آدم عواد، وتدخل إلى النفس بسهولة، وحتى الختام الذي يجب أن تقدم فيه إنجي تقييما من عشرة للفيلم.
كل هذا صنع للبرنامج نجومية وحالة متفردة في وقت تفتقر فيه شاشات التلفزيون لبرامج شبيهة، وتم حصر السينما داخل فقرات البرامج الفنية الأخرى، مع التركيز فقط على أخبار التصوير أو المشكلات حول الأفلام دون اهتمام بالأفلام نفسها.
.